محمد علي السلطاني
عرف فقهاء القانون السيادة بأنها الحق والقوة لهيئة ما لكي تحكم نفسها بنفسها بدون أي تدخل من مصادر أو هيئات خارجية ، وتتجلى صور السيادة بمظهرين أساسيين ،
مظهر خارجي يتمثل بحرية الدولة في تنظيم علاقاتها مع الدول الأخرى على ضوئ مصالحها بحرية مطلقة واستقلال ، مع عدم خضوع ارادتها لأي دولة اجنبية، وكذلك حريتها في اعلان الحرب والسلم أو الحياد ، علية ووفق هذا المنظور فأن السيادة بمظهرها الخارجي تعبر عن الدولة بأعتبارهها السلطة العليا صاحبة السيادة والسلطان .
اما المظهر الاخر للسيادة فيتمثل بالمظهر الداخلي، والذي يتجلى ببسط هيبة الدولة وسلطاهنا على أرضها و سمائها و مياهها الاقليمية ، وعلى سكانها مواطنين اصليين كانو أو اجانب ،وعدم السماح لأي دولة اجنبية أو كيان خارجي بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلد،
بناء على ذلك تعد السيادة أحد أهم الركائز التي تتمتع بها الدول المستقلة ذات السيادة ، وفي العراق لم يسلم هذا الركن من العيب والانتقاص، فقد جرت سياسية النظام المقبور وحروبة الهوجاء على دول الجوار العيب على هذا الركن المهم ، إذ أصدر مجلس الأمن واستنادأ الى ميثاق الأمم المتحدة في العام 1990 وبعد ساعات من غزو العراق للكويت قرارة الذي وضع بموجبه العراق تحت طائلة الفصل السابع، نتيجة لسلوك النظام المقبور ألتي هددت الأمن والسلم الدوليين ،
أن وضع أي دولة تحت طائلة هذا البند هو بمثابة وضعها تحت الوصاية وهو انتقاص صارخ لسيادتها ، وقد سعت الدبلوماسية العراقية بعد عام 2003 الى اعادة العراق الى وضعه ومكانته الطبيعية في المجتمع الدولي ، وبعد جهود حثيثة تتوجت اخيرأ بالنجاح في العام 2017 تم إخراج العراق من طائلة هذا البند، وعادت بذلك السيادة للعراق بشكل تام .
اليوم ونتيجة لافلاس المشروع الأمريكي في العراق والمنطقة، بأنهزام داعش وكسر شوكة الإرهاب بفضل الفتوى المباركة وبطولات الحشدالشعبي والقوى الأمنية، تسعى امريكا مجددأ لإدخال البلاد في دوامة جديدة من الفوضى والارباك،
فقد قدم مجلس النواب الأمريكي مايسمى بمشروع(قانون منع زعزعة واستقرار العراق ) !!! إذ من المقرر أن تتم الموافقة علية من قبل مجلس الشيوخ ليحضى بعد ذلك بأمضاء الرئيس ليدخل حيز التنفيذ ، أن الغرض الأساس من هذا المشروع هو فرض وصاية جديدة على العراق والانتقاص من سيادتة ، وهذا يتنافى مع مواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية إذ تسعى أميركا من وراء هذا القانون الى محاولة مقيتة للتدخل بالشأن الداخلي للعراق وفرض ارادتها على الدولة العراقية ، واعادة خلق فتنة جديدة تدخل البلاد في دوامة جديدة من العنف والصراع ، وهي بلا شك تهدف بالدرجة الأولى من هذا المشروع الى ضرب الحشد وفضائل المقاومة، التي وقفت حجر عثرة في وجة المخططات الصهيونية وافشلتها بشجاعة منقطعة النظير،
أن هذا المشروع يعد سابقة خطيرة وتحدي جدي وكبير ، كونة يستهدف السيادة الوطنية، ويصيبها في مقتل وكونة يستهدف قوى وشخصيات عراقية بغض النظر عن مشاركتها في الحكومة من عدمة، أن ذلك يستوجب أن تكون الحكومة والشعب من ورائها على درجة عالية من الوعي والمسؤولية لافشال هذا المخطط الجديد، الذي يهدف صانعوه من ورائه الى جعل العراق حلبة وساحة صراع لتصفية حساباتهم مع دول الجوار، ومع القوى التي افشلت المخططات الصهيو أمريكية .
ختامأ نقول سيادتنا كرامتنا؛ وكرامتنا ليست للبيع.!
https://telegram.me/buratha