المقالات

معارضة بلا "بيادق "

1193 2019-08-02

جواد أبو رغيف  aburkeif@yahoo.com

 

كشفت التجربة المصرية بعد "الربيع العربي" ثلاثة أنواع للمعارضة السياسية.

(المعارضة المستأنسة)،وهي معارضة يقطع لسانها المناصب والمصالح. لذا فهي لا تلعب دوراً في أصلاح النظام السياسي.

"المعارضة المستمرة"،وهي معارضة من اجل المعارضة، وهي عبارة عن صوت احتجاجي صرف، ومشكلة بعض الممثلين لتلك المعارضة، هي إفلاسهم على المستوى الفكري كما التنظيمي، فهم يحتجون ولكن لا يطرحون بدائل واقعية، يدعون إلى البناء لكن لا يملكون أدواته.

يستغل بعضهم الأحداث السياسية الراهنة لإحراج النظام، ولو على حساب الوطن أو الدولة!.

لا تكمن أزمة هذا النوع من المعارضة في كونها غير بناءة، وإنما في كونها أيضا منفرة ومستفزة لقطاعات واسعة من الناس، والمفارقة هي انه رغم ما يبدو عليها من "راديكالية"، فهي سبب رئيس في دعم شرعية نظام يراه الناس أفضل من مجموعات "فوضوية" لا خبرة لها ولا منطق.

(المعارضة الإصلاحية)،وهي المعارضة التي تسعى إلى تقديم سياسات بديلة عن تلك التي تختلف معها،وهو أمر لا يمنعها من تأييد ما تتفق معه. فهي معارضة تفهم أن لا تغيير دون صناعة بدائل تنظيمية تعبر عن مطالب المجتمع،لذا فهي تسعى للتكتل والاشتباك مع الواقع السياسي،واستحقاقاته المختلفة،بهدف كسب مساحات جديدة بشكل تدريجي.

وبالرغم كونها أكثر حماية للدولة، لكنها الأخطر على النظام "الحكومة"، لأنها ببساطة تسعى إلى أن تتحول إلى بديل قادر على منافسته أو أصلاحه، وليس بالضرورة إلى إسقاطه.

عادة ما يصنع النظام طبيعة معارضته، ويشكلها كما تسعى هي إلى تشكيل النظام.

والسؤال الكبير الذي يتبادر في ذهن الرأي العام العراقي هو هل تسعى حكومة الدكتور "عادل عبد المهدي" الى تشكيل معارضة تخدم الحكومة حتى لو على حساب الدولة و الكفاءة أم يقف في مواجهة ذلك ؟ وهل الجمهور مقتنع بدعوات المعارضة الإصلاحية التي يقودها "تيار الحكمة"؟وأين تصنف تلك المعارضة مما تقدم؟!

لا احد يستطيع أن ينفي "الكارزما" التي يتمتع بها السيد "عمار الحكيم"،وعمقها ألعلمائي والاجتماعي في أوساط المجتمع العراقي، فهو ينحدر من أسرة مرجعية حركية، لامست الهم العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة،ولم تبتعد يوما عنه.

لتلك المعطيات،نحن نعتقد بجدية ومصداقية الحكيم في دعواته الإصلاحية، بيد أن تلك الدعوات تحتاج أسباب وأدوات يقف في مقدمتها "يسوعيون" يمتلكون صفات مثالية تؤهلهم لقيادة مشروع المعارضة الإصلاحية، وهذا ما يفتقده التيار حالياً.

فقد شكل "منهج الإزاحة الجيلية" الذي قاده بعض "الدنگ" بحسب وصفهم ، وهم عصبة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، "منتفخة فكرياً" دون ركيزة معرفية حقيقية على مدى سنوات، وهي اليوم تشكل هيكل التيار وحاجز حقيقي بين القائد والأتباع!، "بيئة طاردة"، للكثير من الكفاءات والإمكانيات المؤمنة بمشاريع التيار، وتوجهاته في تحقيق دولة مدنية تحفظ فيها الحقوق وتصان الكرامات.

دعوة صادقة أن "يراجع التيار ولا يتراجع"، فكرة المعارضة بدءاً من شعارها الضيق " لن نرضخ" إلى الشرنقة المحيطة التي تشكل عامل منفر للجمهور بمجرد ظهورها، وان ينزل من "برجه العاجي"،ويتلمس الواقع فالمخلصين تجرعوا "الخيبة" فلا تسقوهم الانكسار!.

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك