المقالات

مَتَنَاقَضَاتَ الَمَنَطَقَة وًّرَقَعَة الَشَطَرَنَجَ ..!

1240 2019-08-05

كندي الزهيري

 

حين فرضت السعودية والإمارات والدول الأخرى حصارها على قطر، وضعت عدة شروط للمصالحة معها، كان أبرزها وأولها خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، وقطع أي تعاون عسكري، وعدم إقامة أي نشاط تجاري معها، ولكن لم تمر فترة طويلة حتى نسفت تلك الدول هذا الشرط بنفسها، من خلال الهرولة إلى طهران وعقد الاتفاقيات معها.

وكانت الإمارات أبرز المحرضين على قطر، تطوي صفحة خلافها الحدودي مع إيران بإبرامهما اتفاقاً للتعاون الحدودي بينهما، في أواخر يوليو 2019، نص على عقد اجتماعات كل ستة أشهر، وسط توتر أمني في الخليج ونذر حرب وتحشيد عسكري أمريكي على أرض السعودية حليفة أبوظبي.

جاء إبرام الاتفاق بعد محادثات عقدها قائد قوات حرس الحدود الإيراني العميد قاسم رضائي، وقائد قوات خفر السواحل الإماراتي العميد محمد علي مصلح الأحبابي والوفد المرافق له في طهران، "لبحث سبل توسيع العلاقات الدبلوماسية وتعزيز أمن الحدود بين البلدين".

كذلك لم تقطع السعودية هي الأخرى علاقاتها مع إيران، حيث كشفت وسائل إعلامية إيرانية تفاصيل لقاء جمع مسؤولاً إيرانياً بآخر سعودي في مكة المكرمة، أكدا فيه التعاون بين بلديهما.

وان اللقاء جمع رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية، علي رضا رشيديان، ووزير الحج والعمرة السعودي، محمد صالح بن طاهر بنتن.

وهذا اللقاء يأتي تأكيداً لما أدلى به وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، أنور قرقاش، إذ قال إن موقف بلاده الأخير حيال الملف الإيراني كان بالتنسيق مع السعودية بهدف تفادي المواجهة، وتغليب العمل السياسي.

وبلغة الأرقام تتصدر الإمارات قائمة الدول العربية من حيث التبادل التجاري مع طهران، بقيمة 13 مليار دولار تقريباً.

وتستحوذ دبي وحدها على نحو 90% من إجمالي حجم التبادل التجاري الإماراتي مع إيران، وبينما بلغت الصادرات الإيرانية إلى الإمارات نحو خمسة مليارات دولار، وصلت الصادرات الإماراتية إلى إيران نحو سبعة مليارات دولار.

وبحسب المصادر الرسمية الإيرانية، فإن الإمارات هي أكثر دول العالم تصديراً لإيران، إذ تشكل صادراتها نحو 30% من واردات إيران.

وإن "كانت أبوظبي، حقاً، قررت التصالح مع طهران فإنه حقها السيادي، وهي أدرى بمصالحها، وربما يكون في صالح الجميع.

 

وحسب المفهوم بأن "الإمارات تناقض نفسها من حيث علاقاتها مع إيران، إذ ترتبط بصفقات تجارية مميزة معها تبلغ نسبتها 17 مليار سنوياً وهو ما يشكل 90% من إجمالي تجارة دول مجلس التعاون مع طهران".

لكن لو نظرنا إلى الخارطة السياسية في المنطقة والحرب الجارية

في اليمن الذي قادته السعودية والإمارات، هو قطع يد إيران فيه وحسب قولهم بأن هذه اليد هي الحوثيين، ولكن الإمارات تصافح إيران وتنسق معها أمنياً، ويتم الإعلان رسمياً عبر الإعلام لتعزيز جوانب النقل، وتسهيل انتقال المعلومات بين البلدين.

ومن وجهة أن جميع المؤشرات تؤكد وجود خلافات متزايدة بين أبوظبي ودبي التي يتوقع أن أي هزة تصيبها ستساهم بمغادرة المستثمرين خاصة في ظل الوضع الحالي.

ونشير إلى أن من يقود الدول الأربع في حصار قطر هي أبوظبي، واتهامها بالميول الايران.

كل ما يجري يمكن ان يكون إعادة حسابات الآن ، سبب التناقض الإماراتي من خلال الهرولة نحو إيران، يعود إلى خطأ في حساباتها منذ البداية، وعدم فهم لمجريات السياسة الأمريكية الخارجية ومساراتها.

ولكن الإدارة الجديدة للولايات المتحدة راوحت مكانها في التعامل مع طهران، بسبب انقسام المجتمع الدولي حولها، ولم تقم بأي خطوة ضدها".

مما أدى إلى خيبت امل بسبب الإدارة الأمريكية غير مستعدة للقتال من أجل أي أحد، وهذا أدركته الإمارات ولكن مؤخراً، لذلك اتجهت إلى توطيد علاقاتها مع إيران".

ويمكن أن يوصف التحرك الإماراتي الجديد نحو إيران والذي لم ينقطع بين الدولتين، بأنه هرولة وهروب من السفينة السعودية التي تغرق في اليمن.

ويكشف عزلة سعودية وقصوراً إقليمياً في تشكيلة حلفائها، ولكنه قد يكون بداية تصحيح لمسار خاطئ.

ونختم بالقول "إذا كان تفسير التحرك الإماراتي هو التنسيق حول أمن الخليج ومضيق هرمز فإن هذا يؤخذ عليها وعلى السعودية، لأنهما كانتا سبباً لدفع هذه المنطقة الحيوية إلى التوتر الحاصل الآن، والذي قد يقود إلى إدخالها تحت وصاية أمريكية وغربية جديدة".

او سيخرج الأمريكي كل ما بجعبته اتجاه دول الخليج ،وهذا قد يعيد رسم خارطة جديدة في الشرق الأوسط.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك