المقالات

ستار اكاديمي القناة...!


مفيد السعيدي

 

اتجنب كثيرا ان اكتب حول الازمات ألطارئة او رد الفعل، في ضل تواتر الازمات، والمشكلات المحلية والإقليمية، ما جعلني اتاخر بمقالي هذا حول هروب السجناء من مركز شرطة القناة.

عند مشاهدتي لمقطع فلم، الذي يظهر به طريقة الهروب بشكل ممنهج ومدروس، كيف كانت العجلة ذات الدفع الرباعي، تنتظر عددا منهم، يجعلني هذا ان اخشى على نفسي، في بلد لم يعد رجال الامن والقانون بهذا الاسم والمسمى! ولم يعد العراق عراقا كما هو معهود عنه، اراه يحتضر ويكاد يموت الامن في اي لحظة، ويرجع الوقت حسب تقديري الى المربعات الاولى.

المقطع اظهر اغلب المنتسبين، والضباط بالملابس الداخلية، كأني اشاهد برنامج استار اكاديمي، في فترات انتهاء فقرات البرنامج يتجولون بهذه الملابس، وينزلون الماء، وهذا يدل على تفسخ المجتمع، لان معهم طالبات!

اما ظهور رجال الشرطة بزي استار اكاديمي، في ضل وجود تجار مخدرات كبار، في زمن امست الرشا سلوكا طبيعي جدا لدى البعض، بالذات في مفاصل بعض الاجهزة الامنية، الشرطة انموذج و هؤلاء التجار ليس هم مفيد السعيدي، او حجي خلف، او ابو سمير، او اي مواطن عراقي بسيط، هذه الزمرة يقف ورائها سلاح، وسلطة داخلية وخارجية.

احكي لكم هذه الحادثة صادفتها قبل ثمانية ايام تقريبا من هروب السجناء، "احد الاصداقاء احتجز بمركز شرطة، ... في بغداد وعندما ذهبت للاطمئنان عليه، قابلته في غرفة مأمور او مسؤول السجن، وعند حديثي معه بصوت طبيعي، رد علي احد المنتسبين هدوء، اششش الاخ نائم!

خفضت من مستوى صوتي حينها، وبدئت اهمس مع الموقوف، فاجئني بقوله: هل تعرف من هذا الشخص النائم الذي ازعجته بصوتك، قلت له لا، فاجبني ان هذا الشخص تاجر مخدرات، اي يبيع ويشتري ويوزع للمتعاطين، فهو لا ينام بالسجن دقيقة واحدة، الا اذا جاء تفتيش من الوزارة، فدهشت كثيرا لما قاله، وخرس لساني من صدمة الموقف، في مركز شرطة وجوده يبعث الطمأنينة لجميع الناس، وليس هذا فقط، فقد اسمعني كلام عنه، ربما لم تصدقوه لغرابته! رجع وهمس بإذني قال: انه يذهب لبيته كل ليلة خميس وجمعة ويرجع صباح السبت مبكرا للموقف!! اضافة الى الاموال الذي يقدمها على شكل هدايا لبعض المنتسبين!

 من حدة الصدمة لم اسأله عن مقدار الهدايا، الذي يتبرع بها، كما ان جهازه الخلوي لم يفارقه دقيقة!.

اليوم  لو حادثة مثل هذه لا سامح الله، حصلت مع ابناء الحشد الشعبي البطل، كيف سيكون ردة فعل الاعلام، والشخصيات التي تتاجر بالأزمات؟ ان هذه الحادثة وما ذكرته، دون ادنى شك، السيد وزيرالداخلية، يعرف كل هذا الكلام وأكثر؛ لأنه ابن الوزارة، ورجل مهني متدرج بالعمل الوظيفي،  وهذا يجعلنا ندق ناقوس الخطر، بان الوضع الامني يقف الان على حافة الهاوية، في ضل اي اختلاف سياسي طائفي، سيعاد سيناريوا ٢٠١٤ بشكل ثاني.

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك