أحمد كامل عودة
ونحن نواكب التطور الحاصل في التكنلوجيا الحديثة ، والامور المرتبطة بها وغزوها للمجتمع بشكل واسع ، بسبب توفرها بشكل يفوق الطلب وسعرها الزهيد ( كالموبايلات) ، والتي اصبحت في متناول الجميع ، واصبحت هدية الطفل مقابل نجاحه في دراسته هي جهاز ( موبايل ) ، واذا ما استخدم ذلك الجهاز في العاب التسلية والتعليمية التي تطور ذهن الطفل فلا ضير من استخدامها على الرغم من مضارها الصحية والنفسية عليه ، لكن تكمن المشكلة وتبتدأ عند ربط ذلك الجهاز بالشبكة العنكبوتية ( الانترنيت ) ، والطامة الكبرى تحدث عند عدم وضع الرقابة الابوية على ذلك الجهاز ، على الرغم من وضع الشركة المصنعة للأجهزة تلك الخاصية مراعية عادات وتقاليد الشعوب ، وحماية الاطفال من الزلل والوقوع في القضايا المحظورة ، فكل مشكلة عظيمة تبتدأ من قدحة صغيرة ، وعند اهمالها تتطور لتكون ناراً هائلة يصعب اخمادها فتأتي على الاخضر واليابس . لا يحسب كل تطور هو ايجابي بل هناك ما هو سلبي ، ويكون اساساً لتدمير المجتمعات ، فتصفح الانترنيت بشكل عشوائي من قبل الاطفال والمراهقين توصلهم الى مواقع محضورة ، وتجعل منهم مدمنين عليها ، ويكون شيطان نفوسهم مستحوذ عليهم تماماً خصوصاً عند انزوائهم وتفردهم ، ويكونوا مكبلين لأهوائهم ومدمنين على الدخول لمواقع اغلبها غير اخلاقية واباحية ، او مواقع صنع الجريمة والتمرد فيكون لها تأثيراً سلبياً وتصنع من الطفل شخصاً ضعيفاً مسلوب الارادة ، وهذا مانراه اليوم من كثرة حالات الانتحار بين الشباب فلم يكن الانترنيت بريئاً منها ، فهو احد السبل الاساسية التي اوصلت الشباب الى حالات الانتحار وحولت عقله الى عضو جامد لايستخدمه ابداً ، بل هناك من هو يفكر بديلاً عنه ويدفعه الى استخدام العنف والانتحار ، ان ذلك ليس تهويلاً للواقع بل هو الاقرب للحقيقة ، فأبناءنا يكونون ضعفاء ماداموا منفردين ، وهذا الامر الخطير ليس من شأن الابوين فقط بل يجب ان تكون الدولة حامية لأبناءها والحفاظ عليهم من الرذائل ، وان تتكفل وزارة الاتصالات بذلك من خلال توفير خدمة (الانترنيت العائلي ) بشكل شبه مجاني ، والذي تحجب فيه المواقع الغير اخلاقية ومواقع العنف والجريمة ، وتثقيف المجتمع بتفعيل تلك الخدمة التي ستكون كفيلة بحماية الاطفال والمراهقين من خطر الانترنيت ، والاهم من ذلك هو المراقبة المستمرة للابناء من خلال الابوين وتفتيش الاجهزة بشكل مستمر ، ليعلم الابناء ان هناك من يهتم بهم ويراقب تصرفاتهم ، فالابناء منحهم الله سبحانه وتعالى وجعلهم امانة في رقابنا ، ولايمكن اهمال تلك الامانة حتى وصولها للتكامل الانساني .ِ
https://telegram.me/buratha
