المقالات

هكذا صنعوا داعش !!


محمود الهاشمي

 

ليس من المعقول إن يتشكل هذا التنظيم المسمى ((داعش)) ، والذي بلغ عدد المقاتلين الذين التحقوا به في سوريا لوحدها (148)إلف ، ومن (78) جنسية من مختلف العالم .. وكيف تجمعوا من أصقاع العالم وبلغات وثقافات مختلفة ، في مكان واحد ثم ليباشروا منهجهم القتالي وفق خطط مدروسة ونشاط دقيق ، دون إن تكون خلفهم جهات دولية ، وأجهزة استخبارات متطورة ، ؟فالمرحلة تبدأ من صناعة ((الإنسان)) وكيفية  تحويله  من شخص سوي الى متمرد ناقم ممتهن للقتل والذبح ، والتضحية بنفسه !!

لا يمكن أن نصدق إن هذه (التنظيمات) الإرهابية مجرد تجمعات بسيطة أو عصابات تم إغراؤها بمال او امتيازات معينة ، أنها مصانع (C.I.A) التي أنتجت هذه التنظيمات لغرض تمرير  خططها الاستعمارية الخطيرة ، والتي عنوانها القتل والترهيب و زرع الخوف في نفوس الشعوب لنهب ثرواتها وتدمير بناها التحتية وتشريد أهلها...

أن مجرد تتبع مراحل صناعة هؤلاء الإرهابيين الذين انخرطوا في هذه التنظيمات ندرك حجم المخطط والإعداد له وفق منهاج وإشراف من لدن أصحاب الخبرة الكافية ، حيث تبدأ المرحلة الأولى باختيار نوع الشخصية القابلة للفكر الإرهابي والذين اغلبهم من المحبطين الذي يعانون من عقد نفسية واجتماعية ، ثم ان تتم عملية استدراجهم وزرع الإرهاب في نفوسهم ، وحين يكتمل ويكون جاهزاً بعد ترتيب مراكز خاصة للمتابعة والاستبيان وصناعة الموت .. بعد ذلك تتم ترتيب عملية  نقلهم الى تركيا حيث منطقة عين تاب المعدة للاستقبال والتدريب والتأهيل وفقاً لنوع المهمة التي ستوكل إليه ، إما مقاتلا او (انغماسياً) اي انتحاريا ، وتوزع المهام ، بقيادة ضباط  كبار من السي آي أي ، بعد ان ترصد لهم المبالغ الكافية لذلك..

يقول ادوارد جوزيف سنودن الأمريكي المتقاعد التقني ، وعميل وكالة المخابرات المركزية في حوار طويل له في صحيفة الغارديان في عام 2004 ان (C.I.A) هي التي استولدت منظمة جبهة النصرة الإرهابية من رحم القاعدة لتحل محلها وتكون قادرة لجلب المتطرفين في جميع انحاء العالم وتجميعه بالشرق الأوسط في عملية سميت (عش الدبابير) لزعزعة استقرار المنطقة .

وخاصة بعد احتلال العراق من قبل (أمريكا)!

ان اغلب الشخصيات الذين يتم اختيارهم لقيادات هذه التنظيمات المتطرفة ، كانوا قيد الاعتقال ، ويتم اطلاق سراحهم بعد صفقة تتم داخل الاعتقال ، سواء كان معتقلا لدى دول صديقة لامريكا مثل الأردن ، حيث كان المدعو (أبو مصعب الزرقاوي) وهو (احمد فاضل نزال الخلايلة) معتقلا في الأردن فاطلق سراحه وقد خضع للتدريب في احد معسكرات التابعة لـ (C.I.A) سواء كان في الأردن نفسها او في السعودية بعدها تم نقله الى الانبار ليقود العمليات الإرهابية ضد العراقيين بقيادة عقيد المخابرات البريطاني (مايكل ايرسون) ، وتتم عملية نقل الأموال له من تركيا الى سوريا ثم الى العراق بواسطة شاحنات ، ولكن حدثت خلافات بين الزرقاوي وايرسون ، فقتل الزرقاوي على اثر ذلك .

اما البديل الذي تم اختياره خليفة للزرقاوي فهو (أبو بكر البغدادي) العراقي من أهالي سامراء ، الذي اعتقل من قبل الامريكان و اودع في سجن بوكا وهناك تم تصنيعه واعداده ليكون قائداً لتنظيم جديد ، اولدته المخابرات الامريكية أيضا اطلق عليه (داعش) أو كما اسموه ((الدولة الإسلامية في العراق والشام))..

هذه المؤمرات والطبخات جميعها اعدة في قصر أحد امراء دول الخليج جنوب لندن  وضم الاجتماع مدراء مخابرات أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ولمدة 3 أيام بتاريخ 19/2/2004 كما يقول ادورد جوزيف سنودن!!

كان أبو مصعب الزرقاوي قد مهد الطريق داخل العراق لخلفه أبو بكر البغدادي ، الذي تم نقله الى إسرائيل عبر طائرة من تركيا وهناك تلقى تدريباً عسكرياً ومخابراتيا مكثفاً لدى الموساد في مركز (نحال موشي) وعاد الى العراق وامامه المهام الاتية :-

1-      احتلال المناطق الغربية من العراق

2-      استيعاب اكبر عدد من المقاتلين السعودين من ذوي الخبرة والكفاءة في صناعة الإرهاب

3-      فتح دورات للتدريب والتأهيل العقائدي والعسكري

4-      ان يكون المنطلق من سوريا

5-      استخدام مصطلح (التهميش) لاهل السنة لغرض تحريضهم على الحكومة (الشيعية)

6-      مقاتلة (الشيعة) بدعوى انهم (روافض)

7-      سبي اليزيدين لغرض عرض الوجه السيء للاسلام بانه يؤمن بسبي (اهل الذمة)

8-      منصات (الفتنة) التي تتولى تأليب  الشارع (السني) ضد الأجهزة الأمنية ، والتثقيف على انهم (محتلون).

9-      صناعة شخصيات سياسية مشاركة في العملية السياسية بالعراق وتدعم مشروع (الدواعش)

لقد وفرت المخابرات الامريكية وفقاً لتصريحات سنودن أرضية بعد التنسيق مع (مسعود) وطمأنته بأن (الدواعش ) سيشكلون حدا فاصلا بين الإقليم وبين الحكومة الاتحادية للتمهيد الى (الانفصال) لذا فان مسعود يعتبر ان (الامريكان) قد (خانوه) حين لم يدعموا موقفه في (الاستفتاء) بأعتباره طريقاً لـ(الانفصال) من هذا نفهم ان التنظيمات الإرهابية ليست صنيعة الخلافات الطائفية أو الفكرية كما يريد ان يروج لها البعض فمثل هذه (الخلافات) رافقت كل العقائد في العالم ، أنما هي مشروع مخابراتي شاركت به جهات عديدة ورعته ، فمثلا وفقاً لـ (سنودن) ان المبالغ الأولى التي رصدت الى المشروع في الاجتماع الذي انعقد في لندن كان (107) مليار دولار وهذه الاموال حسب قوله من دول الخليج !

 لاشك ، لم يكن في حسبان المخابرات الامريكية ردة الفعل في الدعوة للجهاد الكفائي التي أعلنتها المرجعية الرشيدة ، ولا هذا العدد الهائل من المتطوعين والدعم اللوجستي من قبل الشعب العراقي للمقاتلين ، مما ابطل (سحرهم) ورد كيدهم وتحررت الأرض بدعم من الجارة ايران التي فتحت حدودها ومخازن أسلحتها لدعم وتدريب وتسليح المقاتلين فكان نصراً مؤيداً من الله سبحانه وتعالى..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك