كندي الزهيري
حجم المال المهدور، يُعادل ما تنفقه دول الخليج مجتمعة في عام واحد، ويشيدُ 600 ناطحة سحاب بحجم وكلفة برج التجارة العالمي WTC في مدينة نيويورك؛ أكثر من 500 مليار دولار هو حجم الأموال التي خسرها العراق جراء الفساد، منذ سقوط النظام الأسبق في 9 نيسان/أبريل 2003 حتى عام 2019، وفقا لإحصائيات وخبراء في الاقتصاد وبيانات رسمية .
للكثير من العراقيين يبدو الحديث عن حجم الفساد الحكومي وأرقامه "المهولة" غير مجد، يؤمنون بالمطلق أنهم يعيشون في أكثر دول العالم فسادًا، فهم يرونه في الإعلام والشارع والمؤسسات، وفي تصريحات المسؤولين وخطابتهم، حيث بات المسؤولون يقرّون علنًا بالتورط فيه دون خجل.
إن "الفساد المالي والإداري في العراق ليس مسألة ارقام، فما خسره العراق يفوق بأضعاف ما تتحدث عنه هيئة النزاهة والجهات المختصة"،الموازنات الفلكية ذهبت في جيوب الفاسدين عبر تقسيمها، حيث كل همهم كان، كيف يسرقون أكثر".
تتجاوز الواردات المالية للعراق منذ الغزو الأميركي وسقوط النظام السابق، في نيسان/إبريل 2003، 1000 مليار دولار، ذهب نصفها إلى الموازنة الاستثمارية الوهمية، رمز "الفساد الأعظم"، وفق لجنة النزاهة النيابية. خسر العراق، كما تقول اللجنة، أكثر من 350 مليار دولار من خلال تهريب العملة ومزاد البنك المركزي، والعقود والمشاريع الوهمية والمتلكئة منذ العام 2003 حتى اللحظة.
يذكر أن رئيس مجلس الوزراء الدكتور "عادل عبد المهدي" قد أعلن، تشكيل مجلس أعلى لـ "مكافحة الفساد"، يتولى فتح جميع الملفات ومحاسبة المسؤولين عنها، لكن ذلك المجلس "لن ينجح" وفق مختصين، شأنه شأن هيئة النزاهة ومكاتب المفتشين العموميين، فيما اقترح بعض المسؤولين إشراك جهاز مكافحة الإرهاب في مهمة محاربة الفساد.
تعددت أشكال الفساد ،وتفننوا الفاسدين في سرقة العراق، بعضها كان (أجهزة كشف المتفجرات ، مزاد العملة،50 ألف "فضائي،صفقات الأسلحة،هياكل المدارس،الكهرباء: 29 مليار دولار،100 مليار دولار في نار داعش،نهب المصرف،غرق سبعة مليارات دينار،الاستيلاء على عقارات الدولة،تهريب الانترنت،المناهج الدراسية،موارد الوزارات.. ضيعة الأحزاب،تهريب النفط)
ومائة القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها،
واليوم ما شاهدناه من منبر المرجعية ، من احباط اعطى صورة أخرى للواقع العراقي ، والى اين وصل حال البلاد، حيث قالت المرجعية اليوم ما نصه ،"نحن كشعب في العراق هل هنالك افق ونور وسقف زمني لحل مشاكلنا ام لا، ولماذا دائما نحن متعبون ونعاني، اما آن الاوان كشعب ان نرتاح وان تلبى ابسط الحقوق الطبيعية لحياتنا اليومية، والى متى نجري ونعيش بآمال اليوم وغدا، ومتى ستنتهي تلك المشاكل التي شاب منها حتى الرضيع".
واشار الى ان هذه الاسئلة يعجز الشخص للاجابة عنها خصوصا انها تمثل حقوق اغلب الناس وبين فترة واخرى يرد للاسماع بان هنالك تشريع لقوانين وستصدر تعليمات ولا تأتي النتيجة كما يعلن عنها.
واكد ان المواطن العراقي يريد ويحب ان يعيش حياة طيبة، خصوصا ان من يسافر خارج البلد يجد ان هنالك بلدان تعيش حياة مختلفة وتلتزم بالنظام رغم ان امكانياتها اقل من امكانيات العراق.
وتساءل ممثل المرجعية الدينية العليا عن سبب عدم اهتمام مؤسسات الدولة بتربية المواطن على حب البلد والانتماء الحقيقي له، فضلا عن عدم اهتمامها بالاف العقول العراقية، وعدم حل المشاكل التي يعاني منها المواطن العراقي حتى اصبح يفكر بالسفر خارج البلد.
وبين ان المواطن العراقي يعيش في خوف ووجل وان الشعب أتعب ولايعرف عن الفرص التي سيحصل عليها، خصوصا ان الاطروحة الاعلامية تشير الى انه في خطر والبلد تتجاذبه رياح من اليمين والشمال والجميع يتفرج دون ان يعرف متى الفرج لهذه الحالة.
واوضح ان العراق لايعاني من قلة خيرات او نقص بالعقول او ضيق في المساحة ولا بد من معرفة الاسباب الحقيقية للمشاكل التي يعاني منها، وهل هنالك مؤامرات مع العالم، مطالبا بضرورة الاجابة على ذلك بعيدا عن الشعارات.
والان هل سيستحي المسؤول ام لا ؟!.الجواب لا الآن اكثرهم ينطبق الحديث النبوي الشريف عليهم، إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت"، نختم بالقول بأن الشعب العراقي ووعيه الذي زاد، والذي خرج لرد داعش، صنيعت الفاسدين والمتامرين، نفسه ذاك الشعب الذي ينتظر امر من القائد الاعلى السيد علي السيستاني ، لنسف وجودكم ووجود عمليتكم السياسية الفاسدة، اصلحو حال البلاد قبل أن يصلح الشعب رؤسكم من أجسادهم.
https://telegram.me/buratha