المقالات

88 يوم النصر الوهمي


عبدالناصر جبار 

اطلق البعثيون على مآساة العراق خلال ثمان سنوات من 881980 الى 881988 " يوم النصر العظيم " وهو نصر في مخيلة البعثيين وتجار الحروب والمخدوعين بالنظم العسكرية والديكتاتورية الحمقاء فقط أما من ينظر ويحلل بتمعن فلم ير ذلك اليوم إنتصارا بل هو وهم من الأوهام التي أعادت العراق الى الوراء وجعلته متخلفا عن باقي الدول المحترمة 

الحكومات المحترمة تنظر الى المواطن نظرة مقدسة وقيمة عليا ولايمكن ان تزجه في حروب خاسرة مهما كانت الأهداف 

أما صدام فقد كانت لديه نظرة دونية للمواطن العراقي ويعتبره ارخص قيمة حيث ازهق أرواح الملايين من العراقيين نتيجة لأوهامه وحروبه العبثية وهذا ينبع من منشأه القروي الذي يعتبر شبر الأرض أغلى من روح الإنسان ! والى يومنا هذا نرى القرويين يتقاتلون على متر من الأرض أو كلب أودجاجة ! وكل عشيرة تدجج بالسلاح من أجل الحصول على الدجاجة ويذهب ضحية تلك النزاعات عشرات الضحايا من القريتين او العشيرتين المتقاتلتين ! صدام لم يغادر هذا المنطق بل جعل من العراق قرية مغلقة على نفسها وأدارها بعقلية الشيخ القروي حيث زج العراق بحروب كارثية من اجل اراض حدودية صحرواية لاتساوي قطرة دم من اي عراقي بريء ولاتساوي دمعة طفل سالت على ابيه القتيل في الحرب ؛ 

الغريب اننا لم نتعظ من تلك المآسي ولم يغادرها العقل الجمعي الذي تربى وتعلم على تحويل الهزائم المرة الى انتصارات عظيمة والمؤسف في الامر حين نشاهد الاف الصفحات الفيسبوكية وهي تعمل على التمجيد بتلك الاوهام رغم التطور الحاصل في المعلومات واتاحة خدمة الانترنت التي من خلالها يمكن التعرف على مأساة الحروب وماتخلفه من دمار وخراب 

لقد عملت وزارة تربية صدام على اجبار التلاميذ والطلبة على الكتابة من اجل تلميع صورة الحرب العراقية الايرانية وتحويلها من هزيمة مرة الى انتصارعظيم ومن لايكتب في هذا الموضوع لايحصل على درجة النجاح وهذا ماجعل الطالب العراقي يكتب خلاف مايؤمن به وخلاف الحقيقة وكلما كتب اكاذيب اكثر حصل على درجة أكبر ! وهو تكريس لحالة الازدواجية المجتمعية التي ندفع ثمنها اليوم 

اي نظام هذا الذي يجعلك تكتب عن الحروب والتغني بها ؟ حيث كان سؤال الإنشاء يتمحور حول مواضيع الحرب فقط أما أن تكتب عن الحرب العراقية الايرانية او حرب الكويت اوالثورات الانقلابية ! فكيف تكون المحصلة من هذه الثقافة ؟ بالتاكيد جنينا مانشاهده اليوم شعب متعطش للدماء ويمجد بالاقوياء ويحتقر صوت العقل وينبذ التسامح والتصالح مع المختلف معه بالراي والتفكير وهي نتيجة طبيعية لمحصول زرع خبيث . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك