ميثم العطواني
باتت تهمة "تهميش السنة" أشبه بالسيف المسلط على رقاب الحكومات العراقية المتعاقبة بعد سقوط النظام السابق، وذريعة تستخدمها دول الخليج كلما تريد التدخل في شؤون العراق بإشارة من الولايات المتحدة الأميركية، متجاهلين ان رئيس السلطة التشريعية في البلاد هو من مكون الأخوة السنة، وتمثيل برلماني بعدد (٧١) نائبا، وما يقارب (٥) وزراء، ومئات الوكلاء والسفراء ورؤساء هيئات وضباط قادة بالإضافة الى المناصب الحساسة، ويأتي من يريد ان ينال من العراق والإستقرار الأمني الذي تحقق فيه بإدعاءات باطلة كالتي اطلقتها الخارجية القطرية بــ "تهميش السنة".
وهنا يجب الإشارة الى حقيقة عدم التهميش مع تعاقب الحكومات، وتزامنا مع الحاق الهزيمة العسكرية لتنظيم داعش الإرهابي في المناطق المحررة، تَمضي الحكومة العراقية في خططها الرامية الى تحقيق الإستقرار وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة وإستعادة الخدمات الحيوية في الأماكن المحررة، ويرافق ذلك العمل تطوير إستراتيجية المصالحة الوطنية في البلاد من خلال آليات بناءة وحوار شفاف وثقة متبادلة عززت من تلاحم أبناء الوطن الواحد، وما تصريح محمد آل ثاني وزير خارجية قطر بشان التهميش الذي تعرض له السنة في العراق إلا جزء من حملة الأبواق التي تنوي إثارة النعرات الطائفية على اثر الجثث التي عثر عليها في محافظة بابل، بالرغم من إعلان رئيس مجلس النواب خلال مؤتمر مشترك مع رئيس لجنة الأمن والدفاع ووزير الداخلية وقائد عمليات الفرات وقائد شرطة بابل، بإن "هذه القضية لا تمت للطائفية بصلة"، إلا ان المغرضين الذين يتراقصون على جراح العراق ويعزفون طربا على وتر الطائفية، شغلهم الشاغل إعادة البلد الى المربع الأول حيث القتل والدمار وزعزعت الأمن والإستقرار، وهذا ما سعت اليه بعض دول الخليج والدوحة في مقدمتها .
ان المكون السني تعرض لمخاطر جمة سياسية وإجتماعية قادتها قطر والتي ارادتهم حطبا في مشروعها الطائفي وخططها التوسعية عبر تدخلاتها في شؤون العراق، حيث دعمت كتل وأحزاب سياسية ضد أخرى، كما دعمت شيوخ قبائل ضد بعضهم البعض، بل ذهبت في مشروعها الى أبعد من ذلك لتدعم الإرهاب وتجعل من السنة وقودا له .
كلنا نتذكر جيدا ان العراق لم يعرف التفرقة بين "السنة" و "الشيعة"، حتى جاء الإحتلال الأميركي عام (٢٠٠٣م) وصار يبتدع الخلافات وينميها طائفيا بهدف تمزيق وحدة الشعب والإقتتال فيما بينهم، وما قطر والسعودية ودول عربية واقليمية أخرى إلا أذرع أميركية صهيونية تعمل على انجاح هذا المخطط الشرير .
ربما تتصور قطر والسعودية وغيرها من الدول التي تكاد بالأمس القريب ان تكون لا شيء يذكر أمام العراق انها دول عظمى في المنطقة وتريد تغيير الأنظمة والمعادلات السياسية !!، وربما يهيأ لها فكرها الحديث العهد في المجال السياسي انها تستغفل الشعب العراقي من خلال العزف على وتر الطائفية مجددا، أَلا بإِس ما يفكرون، كيف وقد قالها صاحب الفتوى الخالدة التي حررت الأرض وصانت العرض آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني، ان "السنة أنفسنا".
وأخيرا، خارج النص .. أفادت شركة القمر الصناعي "أميغ سات إنترناشونال الإسرائيلية" ، إن خصائص ضرر معسكر الصقر التي تم تحديدها في الصور تظهر أنه "من المحتمل أن يكون الانفجار الذي وقع في المعسكر قد نجم عن غارة جوية، أعقبتها انفجارات ثانوية للمتفجرات المخزنة في المستودع"، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في موقعها الإلكتروني.
https://telegram.me/buratha