كندي الزهيري
هن شقائق الرجال وقائدات النهضة والدرع الواقي والمتراس الحامي..هن مربيات الانسان بهن يسمو المجتمع و يقتحم ققم المجد و الكمال.
من منا لا يعرف النساء العراقيات ونضالهن عبر التاريخ؟! تميزت المرأة العراقية منذ القدم وكانت وما تزال معيار نهضة المجتمع وتقدمه فمنذ عام 1924 بدأت تفكر بتأسيس منظمة نسويه في بغداد وكان لها دورا مميزا ولكن بنفس الوقت عانت هذه المرأة من ويلات الحروب والازمات الصعبة.
المرأة العراقية هي المناضلة المقاتلة وهي الأم والأخت شدّة الحزام وصاحبة الأهازيج الثورية التحريضية..وهي الفلاحة التي حرثت أرض الفراتين وسقتها دما قبل الماء وزرعتها وردا فأثمرت خيرا..إنَّها راعية الأغنام والأنعام وهي راعية البيت وربَّـته وهي الفارسة المغوارة مالكة الحديقة والحقل والبستان والدفتر والبيدر وهي في المدينة التاجرة وصاحبة الأعمال ومقاولات البناء والأعمار وهي الاقتصادية الماهرة الباهرة إنجازا..
العراقية ليست قاصرا أو جاهلا أو فاقدة الأهلية بل هي الشاعرة والمربية والمهندسة والطبيبة والرائدة في مجال السياسة إنها عشتار العراق إنها الخالدة على مر العصور.
هنالك جانب لم يسلط عليه الضوء وهو معاناة هذه المرأة فإنها عانت وتعاني تنوعت مشاهد المعاناة ومنذ فترة الحرب العراقية الإيرانية في عام 1980 إلى يومنا هذا.
فعانت في الحرب العراقية الايرانية فقدان الزوج والابن والأخ والأب وعانت الأمرين في إعالة الأطفال والعمل المضنى ولم تلن لحظة واحدة بل استمرت وخطت مسيرتها بخطى ثابتة ثم كررت هذه المعاناة بعد عشر سنوات في 1990 في الحرب الأمريكية على العراق.
ازدادت المعاناة بفرض الحصار الاقتصادي وكانت المرأة صاحبة الدور القيادي حيث عملت على الاقتصاد بكل شيء وخلقت وابتكرت ما يسهل الحياة لتماشي عجلة الحياة الطويلة ..
وجاء عام 2003 وأعلنت أمريكا الحرب مرة أخرى وأسقطت في حربها هذه المرة النظام الحاكم الظالم الأول للمرأة العراقية وأحس وحسب الجميع أن هذا هو الخلاص الأخير وسيصبح العراق جنة ويعمر ويصبح قرينا لدول الجوار.
لكن كان الجميع متوهما فقد صار العراق مسرحا لتصفية الحسابات الإقليمية وظهرت أطماع دول الجوار( الشقيقة) التي عملت على تسريب الإرهاب إلى البلد والعبث يمينا وشمالا في كافة أنحاء العراق والقيام بالاغتيالات وحرق قلوب الأمهات على أولادهن والأخوات على إخوانهن والزوجات على أزواجهن ,وتتكرر مشاهد العنف يوميا إلى أن أصبحت الحالة مزرية وقاسية وصارت حالة العراق تفطر قلوب من يطلع عليها وهو محبا للعراق والعراقيين.
لكننا نرى إن المرأة العراقية ما زالت رغم جراحها وحسراتها على من فقدتهن وتفقدهم كل يوم تقدم عطاء لا ينضب وتساهم بدفع عجلة الحياة الصعبة وتحاول أن ترسم الابتسامة على واقع الحياة العراقية الحزينة.
وفي ٢٠١٤ م كان المرأة العراقية على موعد ،مع ظلم وحزن جديد، شديد هذه المرة على يد "داعش"، المدعوم دوليا ،
الذي تفنن في تدمير الامرأة، من خلال السبي والقتل والاغتصاب ، والبيع والمتاجرة بهن وغيرها.
كما ظهرت نساء تعد بألف رجل ،تقف بالصفوف المتقدمة لمواجهة داعش ، بينما لم نجد اصحاب الشعارات ، هناك في الميدان ،
إنها المرأة العراقية واذا اردنا ان نطلق عليها صفة، سنقول انها "أسطورة صمود "وهذا قليل بحقها.
اليوم يجب أن نكون أكثر وعي ، بالتعامل مع المرأة ،واطلاعها على حجم المؤامرة التي تتعرض لها ،من خلال بث السموم في للقنوات التلفزيونية، محاولة منهم تدمير هذه القوة، بحجة التحرر "الديمقراطي "،وخاصة ما تروج له الأحزاب العلمانية .
ان اليوم ما نشاهده من الإبداع والرقي و الفكري لم يأت من فراغ ،استندت إلى حضارة نسائية عريقة ونظرت في أعماق المجتمع والقرارات التي ساندت المرأة وحافظت على حقوقها مراعاة الدين الاسلامي من باب المرأة ريحانه. فساعدت المؤسسات والدولة في بناء وإسهام المرأة ودخولها في دوائر الدولة واعتبرها الاساس الذي يعتمد عليها المجتمع في تقديمه وازدهاره وبناء جيل من النساء قوي يعرف حقوقه.
https://telegram.me/buratha