ميثم العطواني
حسنا فَعل رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عندما أصدر أمرا يقتضي بموجبه حصر موافقات الطيران التي تتعلق بالمهام العسكرية بيده، ويعد هذا القرار العراقي من القرارات المهمة على الرغم من تأخره، إلا أنه يجب الإشادة به لاسيما وان لغة التهديد رافقت القرار، وان كل طيران يخالف ذلك سوف يتعرض لنيران دفاعاتنا الجوية .
ما دفع برئيس الوزراء لإتخاذ مثل هذا القرار هو الإعتداءات التي تكررت لإكثر من مرة خلال شهر آب وأستهدف فيها معسكرات تابعة للقوات الأمنية مثل معسكر الشهداء في آمرلي ومعسكر الصقر في بغداد، وباتت أجواء العراق أشبه كما يعبر عنه بــ "الوكالة بلا بواب"، وما كان من الرجل إلا ان يلغي جميع الموافقات الخاصة للطيران بأجوائه، ويهدد بإسقاط أي طائرة تخالف القرار، معززاً ذلك بإجماع مجلس الأمن الوطني الذي أنعقد برئاسته يوم أمس الخميس، بإتخاذ قرارا لحماية سيادة العراق الجوية هو الأول من نوعه منذ سقوط النظام البائد، ونص القرار على إلغاء كافة الموافقات الخاصة بالطيران في الأجواء العراقية "الاستطلاع، الاستطلاع المسلح، الطائرات المقاتلة، الطائرات المروحية، الطائرات المسيرة بكل أنواعها" ولجميع الجهات العراقية وغير العراقية، وتضمن حصر الموافقات بان تكون من القائد العام للقوات المسلحة حصرا أو من يخوله رسميا، وشدد على "جميع الجهات الالتزام التام بهذا التوجيه"، معتبرا ان اي
"حركة طيران خلاف ذلك يعتبر طيران معادي يتم التعامل معه من دفاعاتنا الجوية بشكل فوري".
وهنا ستكون الكرة في ملعب وزارة الدفاع بحسب ما يقتضيه واجبها لتأمين سماء العراق، حيث على صنوف الجيش المختصة في هذا المجال ان تضاعف من قدرتها الفنية والقتالية، إذ يتوجب على صنف الرصد سوى كان بواسطة المراصد التابعة لقيادة القوة الجوية المعمول بها سابقا أو بواسطة الرادارات ان تضاعف قدراتها الفنية، كما ان على الدفاعات الجوية في جميع مسمياتها ان تضاعف من جاهزيتها التعرضية في أسوء الظروف والأحوال، لإن سبب ذلك وببساطة يعود الى وجود تهديدات بواسطة الضربات الجوية مسبقا، ويضاف الى تلك التهديدات جانب التحدي، لاسيما بعد اتخاذ رئيس الوزراء العراقي هذا القرار المهم للغاية .
هذا القرار اذا تم التعامل معه بمهنية عالية فإنها تؤدي الى نجاحه، وبالتالي يفتح المجال امام إتخاذ قرارات مهمة أخرى تخدم سيادة العراق .
خطوة ايجابية لا تخلوا من الجرأة تسجل لــ عبد المهدي، ونأمل تطبيقها على أرض الواقع .
https://telegram.me/buratha