المقالات

فرية الشيعة في عيد الغدير!

3055 2019-08-17

ضياء المحسن

 

منذ أربعة عشر قرناً ونحن نسمع بتنصيب الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) أميراً للمؤمنين، بأمر من الرسول الخاتم (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم)، فهل هذا الأمر فيه انتقاص من أصحاب الرسول الأكرم (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم)، أم أن الأمر أخطر وأكبر من ذلك.

حقيقة لم نجد فيما يقول فيه الشيعة أي انتقاص لأي من الصحابة الكرام، ذلك لأن مسألة التمييز والتفضيل نجدها ترد كثيرا في الكتاب العزيز، من قبيل تفضيل (أمة على أمة) أو تفضيل (بعض بني آدم على بعض) وهكذا من غير إطالة حتى لا نخرج عن صلب الموضوع.

لم نسمع أيا من علماء الأمة من جميع الفرق أن قال أن الرسول الأكرم (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم) قد خالف أمرا للجليل (جل شأنه) لأنه (لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يوحى) واستنادا الى فحوى هذه الآية الكريمة، يكون تنصيب الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) إماما مفترض الطاعة يعد واحدا من الفروض العبادية التي يجب ان يلتزم بها المسلم، تأسيساً على ما تقره الآية القرآنية الكريمة ((ما أتاكم الرسول فخذوه)) حيث قام الرسول الأكرم في غدير خم مخاطبا جموع المسلمين ((ألا من كنت مولاه، فهذا عليٌ مولاه)) وهي الخطبة المعروفة لدى عامة المسلمين.

قد يتصور بعض السذج أن الأئمة عليهم السلام فقط هم أئمة الشيعة، وهذا خطأ يقع فيه حتى بعض المحسوبين على المثقفين، ذلك لأننا نقرأ في أدعية الزيارة المنسوبة الى أئمة أهل البيت (عليهم السلام) (السلام على أئمة المسلمين) فلم يذكر في الزيارة كلمة (شيعة).

اليوم وبعد أربعة عشر قرنا على هذه الواقعة يحاول أصحاب الغرض السيء سرقة مستقبل الأمة، كما سرقوا ماضيها، من خلال إستغلال المناسبات الدينية ومنها مناسبة عيد الغدير، حيث يحاول هذا البعض من الفريقين تجييرها لنفسه دون الآخرين خدمة لأهوائهم، ويتناسى هؤلاء أن عجلة التقدم لم يكن في يوما من الأيام مقدرا لها أن تعود الى الوراء، عندما غادر أبناء هذا البلد الشجاع، والذي يستمد شجاعته من ثرى هذه الأرض الطيبة، والتي تضم رفات أسماء عظيمة، رسمت قدر هذه الأمة دون المسميات التي بتنا نسمعها اليوم (سنة، شيعة، براءية) وغيرها، لأن الأساس كان هو إعلاء كلمة الإسلام في المشرقين والمغربين، وأن تعلو راية الإسلام أرجاء المعمورة (يعبدونني ولا يشركون بي شيئا) سورة النور55، هكذا يقول الباري (عز وجل).

مما تقدم نجد أن عيد الغدير ليس حكرا على الشيعة فقط، لأنه رسالة السماء كان على الرسول الأكرم (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم) أن يبلغها لجميع المسلمين، وأن لم يفعل ((فما بلغت رسالته))، لذلك فإن إختيار النبي الأكرم (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم) لهذا الوقت بالتحديد، لأنه يعلم يقينا أن الإنسان لا ينسى هكذا مواقف تمر عليه، فهو يوم إتمام النعمة ويأس الكفار من محاولاتهم لكسر شوكة هذا الدين؛ وقد خاب فألهم وخسروا خسرانا مبينا.

إن قضية الغدير ليست عبارة عن حسابات شخصية أو عاطفية، ذلك لأن الخلافة والنبوة صنوان لا يفترق أحدهما عن الأخر، حيث نجد الرسول الأكرم يعبر عن ذلك بقوله للإمام علي (عليه السلام) ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي))، بل هي أعظم من ذلك، لأن الباري عز وجل لم يكن ليترك أهل الأرض بدون راعِ يوجههم، إذا لساخت الأرض ومن عليها، فكانت الإمامة وكان علي بن أبي طالب (عليه السلام) كفؤاً لها وأهلا لها، وحتى لو افترضنا جدلا بأن هناك حسابات شخصية في هذا الموضوع، فلم يكن هناك اجدر وأحق بالإمام عليه (عليه السلام) ليتصدى لهذا الموقع الحساس، وهو الذي عرفته سوح الوغى، والذي لم يداهن على دينه قيد أنملة.

نحمده ونشكره على نعمة الهداية لدينه، والولاية لوليه، إنه نعم المولى ونعم النصي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك