المقالات

غدير يزهر بالولاية..


رضا جوني الخالدي

 

كلّ إنسان لابدّ أنّ يعلمَ  ضرورة التمسّكَ بالولاية لإنها امتِدادآ للرسالةِ الالهية،  وقانونًا رباني في الأرض،  يخضع له كل من في العالم.

أن ولايةِ عليّ تكوينّية تخضعَ لهَا كلّ ذرّات هذا الكون وتدّخِل في سَباق لنيّل هذا الشّرف العظيم ، عطر الولاية في عليّ يستنشقهُ كلُّ مؤمِن  ويطرحهُ كلُّ مُنافِق!

كانتَ غدير خُمّ مكانًا مُناسبًا لهذا الجمع والتنصّيب المُبارك، وغدير هي مُنخفض في الأرض يجتمع فيهِ الماء وينتهي بمسافة ليس ببعيدة، وخُمّ :اسم غيضّة هُناكَ، كان ذلِك يوم الثّامن من ذي الحجة في عام ١٠ للهجرة، عندما جاء رسول الله من حجتهِ الأخيرة امتلأت خُم بِجمع المهاجرين والانصار!

حيّث هبِط جبرائيل "عليه السلام" ، وقال يا مُحمد أنَ الله يقرئُك السلام ويقول : قُم في هذا اليّوم بولايةِ عليَّ ليكون عِلمًا لأمتك يرجعون إليهِ من بعدِك ، فقال رسولُ الله (صلى الله عليه واله وسلم) إنيّ أخاف تغيّر أصحابي لما قد وتروه ، فعرِج جبرائيل، وما لبث أن هبط بأمرِ الله فقال له : ( يا أيُّها الرسول بلّغ ما أنُزل إليّك من ربكَ وإن لم تفّعل فما بلّغتَ رسالته!

 عندها وقف رسول الله، (صلى الله عليه واله) على أقتابِ الإبل قائلآ: إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا اولى بهم من انفُسّهِم فمن كّنت مولاه فعليَّ مولاه...."

ثم طفِقت النّاس تهنئ أمير المؤمنين بالخلافة واطلقوا كلمّة بخٌ بخٌ لك يا عليّ ، كانَتَ هذه الكلمة تعظيمًا وتفخيمًا للخيّر!

وانشّد حسان بن ثابت قائِلا:

"يُناديهم يوم الغدير نبيهم ... بخم واسمع بالرسول مناديا"

هكذا دارتَ حلقات الفخَر والاحتِفال في الولاية المباركة، وكان غدير شاهدًا على ذلِك،

فنِعم الوليّ الصّالِح ،والإمام النّاصّح ،والخليّفةِ العادّل، واعتّبر هذا اليّوم عيدًا اغر  يحتّفل بهِ الشيعة في كلّ العالم من  كلّ عام ،حيث تسنّم أمير المؤمنين الولاية والخلافة مِن بعدِ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم).

جاء عن الرسول الاكرم (ص) يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي ،وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي علمًا لأمتي ، يهتّدوُن به من بعديّ ، وهو اليوم الذي أتم الله فيّه الدّين"

كذلك ذُكِرت هذهِ الولاية في كتّاب أمير المؤمنين الى معاوية عندما طلب معاوية من علي أن يردّ على رسالته، التي قال فيها ان لي فضائل كان أبيّ سيدًا في الجاهلية وصرت ملكًا في الإسلام وانا صهر رسول الله،لهذا جاء رد عليّ "عليه السلام".

وسوف نذكر بعض من رد أمير المؤمنين  الخاصّة بشأنِ الولاية: يا ابا الفضايل يبغي علي إبن آكلة الاكباد! اكتب يا غلام:

"سبقتكم إلى الاسلام طرا، على ما كان من فهمي وعلمي، فأوجب لي ولايته عليكم ، رسول الله يوم غدير خم، فويل ثم ويل ثم ويل، لمن يلقى الإله غدا بظلمي" الخ...

فلمّا قرِأ معاوية الرسّالة امر أنّ يخفوها لئلا يراها اهلِ الشام فينقلبوا ضدّه، بأعتّبار إنَ معاوية حشّد كلّ اعلامه للإطاحة بدين واخلاقِ أمير المؤمنين أمام الناس وضلّل فضائل واتهم ايما إتهام.

هكذا كان أمير المؤمنين عاشّ  مُحاربا من أقرب المسلمين في الظاهر، حتّى تمّ أعلان ما في قلوبِهم من غلّ وغيضّ  واشعلوا السقيفة بتأمرهم، على صّهر رسول الله واخيه، وكتبوا الحق حقنا وعليّ لا يقربنا، اختاروا خليفتُهم ،وتركوا خليفة رسول الله خلف ظهورِهم  حتّى تولى خليفتهم الأول والثاني والثالث ٢٧ عامآ تحت ظُلم وظلال الأمة ،وخيانتها لرسول الله ولوصيّة هذه الامة ،التي اخرجت سمومها لتبثها في مُجتمع ممزق كان ُيصدّق كلّ ما يقولهُ الأربعة وأقصد معاوية رابعًا،

عندما كان يعطي الألعاب الى الاطفال وبعد أن يعتاد الطفل على لُعبته يأمر معاوية بسحب كل لُعّب الأطفال ويخبّرهم بأن عليّ بن ابي طالب هو من فعل، ارادّوا بذلِك زرعَ الكراهية والحقد عند الأطفال ليتربوا على رفض امير المؤمنين والحقد عليه.

نعم فقد جنى بعض ثمار هذهِ اللُعبة واسلافهم ، الى الآن  اعداء امير المؤمنين ويُكيّلون لعليّ تُهم معاوية، لعليّ ولا يأبوا ما قالهُ الله ورسوله بحق عليّ، خالفوا كلّ حرف خرج من لسّان رسول الله  في ذلِك اليوم الغديري .

ليس صعبًا على المسلمين أن يعرفوا الحق ، لكن الدنيا غلبتهم وطبع على قلوبهم، كان الكثير من المسلمين ممن صدقوا الأعلام الأموي عندما نفذوا كل حيلهم للسيطرة على قلوبهم والهيمنة على عقولهم، واختاروا ابشع الكلمات لذم امير المؤمنين والانتقاص منه، حتى منابرهم كان لا ينزل من ترجلها ولا ينهي كلامه الا بسبب، وشتم الامام علي "عليه السلام" هكذا كانت الامويين تخدع الناس بأن الأمام علي، كان قاتلا وسارقا وسفاح ، وخصوصا عندما يكون المجتمع جاهل وممزق، والبعض حاقد يساعد خططهم للنيل من الأمام. ان تلك الزمرة متوهجة،في الحقد والكراهية ،غادروا الدنيا بحقدهم وكراهيتهم ،ونسوا امر الدنيا ورسوله،"وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك