🖋ميثم العطواني
تكرر خلال أيام قليلة متعاقبة قصف مخازن العتاد العائدة للحشد الشعبي بواسطة طائرات مسيرة، وهذا ما لا يستطيع أحد من المسؤولين ان ينفيه، مما أثار حفيظة الشعب لاسيما وان القضية تتعلق بسيادة البلد، حيث بدأ النقد الرسمي المتمثل بالسلطة الرابعة، والنقد الشعبي من قبل الشارع العراقي لالتزام المسؤولين الصمت المطبق !!، إذ لم يكن أمام القائد الميداني قبل ان يكون نائباً لرئيس هيئة الحشد الشعبي جمال جعفر "الحاج أبو مهدي المهندس" إلا ان يكون كما اعتدنا عليه ليضع النقاط على الحروف دون خوف أو وجل، حيث قال في بيان له: "تتوفر لدينا معلومات دقيقة ومؤكدة أن الأميركان قاموا هذا العام بإدخال أربع طائرات مسيرة إسرائيلية عن طريق اذربيجان، لتعمل ضمن أسطول القوات الأميركية على تنفيذ طلعات جوية تستهدف مقرات عسكرية عراقية"، وهذا ما لا ينكره أي شريف ان يكون من ضمن أساليب الأميركان الدنيئة التي يمارسونها في العراق، وسجل الإحتلال حافل بالتفنن لقتل أبناء الشعب المظلوم، وأكد المهندس: "لدينا معلومات وخرائط وتسجيلات عن جميع أنواع الطائرات الأميركية التي قامت باستطلاع مقراتنا بدل تعقبها لداعش، وجمعها المعلومات والبيانات التي تخص ألوية الهيئة ومخازن أعتدتها وأسلحتها، وقد عرضنا ذلك الى الأخوة في العمليات المشتركة والدفاع الجوي"، وهذا ما يحتم عليه واجبه الوطني والأخلاقي والشرعي بإن يقوم بفضح هذه المخططات لاسيما وانه جزء أساس من صميم عمله، مبينا ان "أمريكا جلبت الجماعات الارهابية للعراق باعتراف ترامب، تفكر بأساليب متعددة لانتهاك سيادة العراق"، وهذا ما أسهم ويسهم في قتل آلاف الأبرياء من أبناء الشعب العراقي لا لذنب اقترفوه سوى أرضاء واشنطن لتطبيق أجنداتها في المنطقة.
المهندس الذي تواجد طيلة سنوات القتال مع تنظيم داعش الإرهابي على سواتر العزة والبطولة والشرف، هذا الرجل الذي كان ومازال نراه يتقدم المعارك أينما حلت وفي أي وقت تكون، سرعان ما يطل على ابناء شعبه لإيضاح الأمور الشائكة التي يشوبها الغموض، بالإضافة لإعلان بيان النصر بعد التحرير، إلا ان المتابع للشأن المحلي تفاجئ بعد بيان المهندس وهو يتلقى خبر عبر شاشة التلفاز، تأكيد هيأة الحشد الشعبي على "أن الاتهامات التي وجهها نائب رئيس الهيأة، ابو مهدي المهندس، للولايات المتحدة، بشأن استهداف مخازن العتاد، لا تمثل الموقف الرسمي للحشد الشعبي"، وذكرت الهيأة في بيان لها إن “ما نسب الى نائب رئيس هيأة الحشد الشعبي، بغض النظر عن صحة صدوره عنه، لا يمثل الموقف الرسمي للحشد الشعبي”، مبينة أن “القائد العام للقوات المسلحة او من يخوله هو المعبر الرسمي للحكومة العراقية، وقواتها المسلحة"، وهنا يضع المتابع عدة علامات إستفهام ترافقها علامات التعجب، حيث ان المهندس القائد الميداني الأول في هيئة الحشد، والرجل الثاني من حيث المنصب الرسمي بعد رئيس الهيئة فالح الفياض، والملقب بــ "مهندس الإنتصارات"، إلا انه على الرغم من ذلك كله، كلمة الحق تحسب لصاحب الشيبة البيضاء الذي كشف حقائق مهمة تعني الشعب العراقي، وأجاب عن تساؤلات جاثمة على صدر المواطن حيال الضربات الأخيرة التي استهدفت مخازن العتاد.
إن "ما يجري الآن من استهداف لمقرات الحشد الشعبي أمر مكشوف لسيطرة الجيش الأميركي على الأجواء العراقية عن طريق استغلال رخصة الاستطلاع، واستخدام الأجواء المحلية لأغراض مدنية وعسكرية، ومن ثم التشويش على أي طيران آخر من ضمنه طيران قوات الجيش البطل، في حين سُمِح لطائرات أميركية وإسرائيلية بتنفيذ الاعتداءات المتكررة، وهذا ما كشفته بعض مراكز البحوث الأميركية وتصريحات رئيس الوزراء الصهيوني بهذا الصدد"، عندما يؤكد ذلك نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، وهذه حقائق لا يجرؤ أحدا على ان ينكرها، وإذا كان لدى أي مسؤول معني بهذه القضية رأي آخر فليطرب به مسامع الشعب العراقي والرأي العالمي العام !!، لاسيما وان الرجل قال: "انتظرنا طول هذه المدة لحين إكمال جميع تحقيقاتنا بدقة حول الموضوع، وقد أبلغنا قيادة العمليات المشتركة بأننا سنعتبر أي طيران أجنبي سيحلق فوق مقراتنا دون علم الحكومة العراقية طيرانا معاديا، وسنتعامل معه وفق هذا المنطلق، وسنستخدم كل أساليب الردع للحيلولة دون الاعتداء على مقراتنا".
وأخيراً نود ان نُذكر، ان العالم هذه الأيام يشهد قمة الهيمنة الأميركية التي ترغب ان تفرضها على الشعوب بشتى الوسائل والطرق مهما كلف الثمن، ولكن لابد من الإشارة الى ان هذه الحقبة قد تقصر وربما قد تطول لإنها مرهونة بعدة عوامل أهمها إرادة الشعوب، ولكنها بالتأكيد ستنتهي بهزيمة اميركية وهذا مما لاشك فيه.
https://telegram.me/buratha