المقالات

بحثًا عن ثمار ١٦ عام..!

2098 2019-08-23

رضا جوني الخالدي

 

الأنسان بطبيعتهِ مُحب للحياة، يجهدُ نفسه في سبيل العيش مواجهًا كُلّ مصاعب الحياة مسُتعينًا بصحته التي انعم اللهُ عليهِ فيها، ويُسّخر كُلّ طاقاته مِن أجل العيش الهنيء .

من هُنا نعرف يجب على كلّ فرد أن يجهد نفسه ويستخدم امكاناته في مهنهٌ تعلمُها او غيرِها.

بالمقابل هُنالك اشخاص يعملون للمُستقبل، ويسهروّن اللّيالي ويجهدون كلّ طاقاتِهم العقليّة والبدنيّة، ويعيشون التعب بكلّ فصول السنة بحرِها وبردها، هم ليس وحدهم من يتعبون ويسهرون الأب والأم لهم حصة في ذلك حيث يُسخرون كلّ مالديهم لخدمة أبنهم لتحقيق هدفه في المُستقبل، ما أذا كان طبيبًا أو مُهندسًا أو مُعلما او فنانا، ليحصد ابنهم ثمار تعبه.

في نهاية المطاف وبعد خوض الأبن غمار محاربة النفس وحرمانِها من الراحةِ ليكمل دراسته التي اهلكته من التعب واجهدت عائلتهُ، ليتوج بالشهادة الجامعية ويفتخر بأنه قد وصل الى هدفه، وحقق مبتغاه ويستعد بنفسه لسد تعبه وتعب عائلته وتعويض سهرهم وقلقهم أيام دراسته.

بدلآ من جني الثمار افترش الارض علمآ ، قُتل حلمه قُتلت آماله وصب عليها التيزاب من أعلى قمة في دفة الحكم في العراق، نام في أرض وطن سرق من عمره ١٦ عامًا واكثر، دون تعويض، مطالبآ أين حقي؟

هل خدمتك أصبحت ندمآ؟  كيف لوطن يخون مواطنه؟ تلك اسئلة قيد الأجابة.

علاوة على ذلك واجهتهُ الحكومات المتعاقبة بالوعود الكاذبة والأعذار الزائفة تحت عنوان (عجز في الموزانة، لا نستوعب اكثر من الموظفين)  الى اخر الاعذار، لا نعلم مدى صحة هذه الأعذار، وغضّت البصر عن الخريج المسكين وغلقت كلّ الأبواب بوجهه، ويفتحون احضانهم لاستقبال الخريجين اصحاب النفوذ والمال! ويتركوا الخريج الفقير منهمكآ بالمطالبة في حقه تحت أشعة الشمس، وعندما يبحُ صوته ويجفُ رمقه يبتلع حسرتهُ ألمًا، وينام قهرًا مُتعبٌ، لا من مُجيب !

علمآ ان العراق امتلئ بأعداد الخريجين العاطلين عن العمل الذي تم تخرجهم من ٣٥ جامعة حكومية و اكثر و ٤٥ جامعة وكلية أهلية! 

يا ترى من يستطيع السيطرة على هذه الاعداد اذا بقي الحال على ما هو عليه؟  والتزايد مستمر، ارقام مهولة تعصف في شوارع العراق دون أي التفاتة حكومية، علمآ أن هنالك الآف من الخريجين العاطلين عن العمل تم تخرجهم منذ عام ١٩٩٠ إلى هذا اليوم دون توظيف، وهذه كارثة لابُد أن يجدوا لهم الحل، النظام السابق أسقط الكثير من حقوق الشباب، لا بل كلها، اما الآن نحن نعيش في زمن حكومات ديمقراطية كتب دستورها من رحم معاناة العراقيين.

قال أحد الأدباء

رأيت العلم صاحبهُ كريمٌ _ ولو ولدته آباءُ لئِامُ

هل هكذا يجزى الكريم؟ هذا الحيف والظلم الكبير الذي وقع على الخريج لو كان ابن لئيم! فهو كريم في وصف الشاعر الكريم.

الخريج يطلب العون ليُساهم في بناء وطنه ومستقبله، من تزمتات الحكومات المتتالية الرافضة لشمول الخريج بالتعيينات الا ما ندر، المهندس باحثًا عن فرصه ليخدم بلده ويشعر بثمرة دراسته ويكسب العيش الحلال، المعلم راغبًا بأنتاج جيل وتغيير واقعًا تعليمي يلائم التطور العالمي، وخصوصًا ونحن نعيش في زمن التطور العالي من العلم،المحامي، يطمح بتقديم خدماته الأنسانية الذابلة في ذهنه.

هؤلاء الخريجون هم الأمل الوحيد لانقاذ هذا البلد من حالته الرديئة الى أفضل الحالات عسى وأن ينهض هذا البلد بأمكانات وسواعد هؤلاء الخريجين، ليُنافس بقية البلدان في تطوره.

الطاقات الشابة انهارت شيئًا فشيئا،  حتى بلغت الأحتضار، حيث كل الحكومات المتوالية لم تنجح في شغل الخريجين في وظائف الدولة، لتفعيل دورهم في المجتمع وبناء ما دُمر في وطنهم،

كذلك فشلت وبأمتياز قي تفعيل القطاع الخاص، وبقي قطاعًا فارغًا في بلد عريق  صاحب حضارات وسلالات، اي حيف حل بهذا البلد؟ وأي ظلم شهد؟ تبقى هذه الأسئلة مطروحة على طاولة الحكومة العراقية.

علاوة على ذلك كثرة الأنجرافات والانتحار وحالة تعاطى المخدرات حتى بلغت الأرقام ذروتها، بسبب كثرة البطالة وعدم تمكن الحكومات من التقليل من هذا الكم الهائل من العاطلين، كل ما يحدث من انفكاك  وانهيار مجتمعي داخل هذا الوطن يتحمله كل مسؤول في الحكومة،لانهم السبب الأول والأخير في هذا الأنحلال والهبوط الأخلاقي، وهم مسؤولون أمام الله والعالم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك