المقالات

ما هو اهم من الرد المباشر على اسرائيل الان...

2279 2019-08-24

🖊ماجد الشويلي

 

قد تقتضي الحمية الدينية والغيرة العروبية والوطنية القيام بردة فعل عاجلة ومماثلة ضد الكيان الصهيوني جراء ما يقوم به من عمليات قصف متكررة لمقرات الحشد ومخازن الاسلحة التابعة له _وهو مايجب أن يكون _ الا أن الحكمة تقتضي كذلك التامل والتمعن جيدا باستحقاقات المرحلة الراهنة ومعرفة فيما لو كان وراء هذا الاستهداف مآرب اخرى هي اشد من منع الحشد امتلاك قدرات صاروخية يمكن لها ان تطال اسرائيل.

فماذا لو رد الحشد بشكل او آخر على اسرائيل وقامت اسرائيل بدورها بقصف منشآت حيوية في العراق الذي يعاني من بنية تحتية متهرءة اصلا.

هل سنضمن بقاء التاييد الشعبي للحشد بالدرجة التي هو عليها الان ؟

وهل سيبقى تعاطي الحكومة معه على نحو ما هو موجود الان ؟!

وماذا لو ان اسرائيل كثفت من ضرباتها الجوية لتطال كل مفاصل الحشد ؟

هل بإمكان الحشد ضرب عمق الكيان الصهيوني او الزحف البري نحو اسرائيل ؟!

هذه الاسئلة وغيرها يجب أن تكون ماثلة امام صناع القرار سواء في الحشد ام في الحكومة العراقية .

ليس من المستبعد تماما ان تكون الغاية من ضرب الحشد هو الايقاع بينه وبين الحكومة !

وهذا الامر لو حصل بالفعل فسيكون اكبر هدية يقدمها الحشد لأعدائه في الداخل والخارج.

فان رفع الغطاء الشرعي والقانوني عن الحشد هو غاية ما يطمح له اعداؤه .

فمن دون الحكومة لا يمكن ان يكون للحشد صوت يدافع عنه في الجامعة العربية والمحافل الدولية وهو المتهم بالإرهاب والطائفية والتفيات العرقية وغيرها .

وانا على يقين ان الحشد لو دخل في مواجهة مع اسرائيل لن يحصل على اي تعاطف عربي رسمي وغير رسمي فالاعلام العربي مسيطر عليه وهو يشيطن الحشد ويظهره بصورة مليشياوية اجرامية .

وقد راينا كيف ان بعض الساسة المشاركين في العملية السياسية قد اعتبروا ان ما يجري بين اسرائيل والحشد هو معركة جانبية وليس معركة العراق !

فما الذي سيحصل لو توسعت المواجهة واشتدت بين الحشد واسرائيل _بعيدا عن الخوض بامكانيات الطرفين العسكرية الان_ هل ستستقر العملية السياسية وهل ستصمد الحكومة ؟

وهل ستظل قادرة على دعم الحشد ومساندته ولو بالحد الادنى ؟

ان اقوى الجيوش في العالم لا يمكن لها الصمود في المعركة ما لم تكن له حكومة تدعمها وتساندها .

ولذا من المهم جدا ان نحافظ على تماسك العلاقة بين الحشد والحكومة وتواصلهما بالشكل الذي يضمن تكامل الادوار بينهما .وان يواصل الحشد تعزيز قدراته التسليحية واللوجستية وان يوسع من قاعدته الجماهيرية في ظل ذلك تلك العلاقة التكاملية .

لقد كنا نعجب لماذا لا ترد سوريا على الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة عليها وهي التي تمتلك جيشا عسكريا بقدرات تسليحية كبيرة وتكتفي بالقول انها تحتفظ بحق الرد. حتى تبين فيما بعد ان سوريا كانت رد على الصهاينة بشكل اوجع وأنجع مما لو ردت بشكل مباشر ، حين مررت احدث الاسلحة والصواريخ لحزب الله لبنان الى الحد الذي كسر فيه الحزب موازين القوى بينه وبين العدو .وقد اتضح ذلك جليا في حرب تموز2006 ونفس الحال بالنسبة لدعم المقاومة في غزة

لان المعركة ليست معركة سوريا وحدها او معركة حزب الله بمعزل عنها ، وإنما هي معركة محور المقاومة مع منظومة دولية استكبارية تقودها الولايات المتحدة.

لذا فمن المهم جدا ان لايلجا الحشد الى اي من اساليب الرد المتاحة دون تنسيق مدروس وعميق مع شركائه في المعركة وعليه ان لا يستخف بالجانب الدبلوماسي للمعركة وضرورة تهيئته وتوظيفه بالشكل المناسب وفضلا عن ذلك كله

لابد من تشكيل مجلس اعلى لفصائل المقاومة داخل وخارج العراق وخصوصا في العراق يأخذ على عاتقه رسم إستراتيجية موحدة لمواجهة العدو الاسرائيلي وفقا للمعطيات الراهنة ، يصل فيه التنسيق بينهم للمستوى الذي اعلن فيه سماحة السيد حسن نصر الله بان الاعتداء على الجمهورية هو اعتداء على المحور برمته .

هكذا يجب ان نصل الى ان اي اعتداء على فصيل من فصائل المقاومة هو اعتداء على المحور وانه سيجابه بموقف ورد واحد.

إن هذا التنسيق ووحدة الموقف تجاه اسرائيل من شأنه ان يحقق تعاطفا وتاييدا جماهيريا اكبر معززا برؤية اعلامية موحدة وخطاب سياسي واحد.

وباعتقادي ان مواجهة امريكا في العراق هي السبيل الامثل بالرد على اسرائيل ،فالعدوان امريكيا سواء بشكل مباشر او من خلال السماح للطائرات الاسرائيلية بالطيران في الاجواء العراقية بغطاء امريكي .

إن اسرائيل ما كان يمكن لها ان تقدم على ضرب مقرات الحشد ومخازنه لولا الاحداثيات الامريكية والضوء الاخضر منها .واليوم وبعد ان امتلأت ايدينا من المبررات المنطقية والموضوعية للمطالبة بإخراج المحتل الامريكي بات علينا استخدام كافة وسائل الضغط وأهمها الشعبية للمطالبة بطرد الامريكان بشكل نهائي من العراق .

لابد من العمل على تعبئة الشارع ذهنيا وروحيا للخروج بمسيرات كبرى للمطالبة بخروج الامريكان ولابد من استفراخ السبل الدبلوماسية لإدانة امريكا وإسرائيل دوليا على عدوانهم السافر على العراق ومن ثم المواجهة المسلحة . فبعد ان افتى آية الله الحائري بوجوب اخراج الامريكان من العراق اصبح الحشد وفصائل المقاومة وعموم الشعب ممن تهمهم سيادة العراق اصبحوا ملزمين بالامتثال لها شرعا .

ومن المعلوم ان مجرد الضغط على الامريكان وتخويفهم سيدفع بهم لكبح جماح الاسرائيلين وردعهم عن مهاجمة العراق .

بالضبط كما تفعل بعدم السماح للاسرائيليين بالعدوان على ايران لأنها تدرك بان النتائج ستكون وخيمة لو فكرت بالاعتداء عليها

وعلينا ان نكون متيقنين اننا نمتلك القوة والقدرة على فعل ذلك واكثر وان اقوى ما نملكه هو قوة العقل والحق الذي نحن عليه بعون الله تعالى

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك