حيدر الرماحي
اسرائيل هذا الكيان الوحشي يعرف اكثر من غيره كيف للحشد الشعبي والامة الاسلامية كيف تتحرك، وكانت فتوى الجهاد ضد عصابات داعش خير دليل وشاهد جلي على ذلك.
اذا لماذا عمدت بالقصف والاعلان عن ذلك بكل وقاحة ؟!
اذا تابعنا تاريخ الحروب التي خاضتها اسرائيل كانت هي من يبدا بالاعتداء الصريح كما في فلسطين ولبنان ومصر..
واليوم بدات بالاعتداء على العراق .. فهل تريد فتح جبة للحرب. مع العراق؟
وماهي الاسباب والدواعي؟
وهل ستنتصر؟
وماذا على العراق ان يفعل كخطوة اولى؟
كل هذه الاسئلة وغيرها تدور في اذهان الجمهور والنخب وحتى المتصدين..
بالتاكيد هذه الاحداث الخطيرة ليست بمعزل عما يدور في المنطقة وليست بمنأى عن الاحداث في ايران وسوريا واليمن..
وللاجابة على السؤال الاول فان اسرائيل بكل وضوح تحاول اليوم فتح جبهة للحرب مع العراق لعدة اسباب اولها: الحشد الشعبي الذي اصبح اليوم قوة اقليمية عقائدية فضلا عن تعاطف جميع شعوب المنطقة لانه انطلق بهدف الدفاع عن النفس واوقف مشروعا كان يراد منه حرق المنطقة وليس العراق فحسب. وهذا يؤثر على مسار الحراك الاسرائيلي في المنطقة.
والامر الاخر سوريا .. فسوريا بعد سنين من الحرب التي شهدتها ورغم دخول اسرائيل وامريكا بكل قوتهما ومن يقف معهما لم يفلحوا باسقاط سوريا وتغيير النظام فيه وللعراق الدور المهم في ذلك نتيجة موقعه الجغرافي الذي ساهم بدعم سوريا فضلا عن مشاركة عدد من فصائل المقاومة الاسلامية في الدفاع عن حرم السيدة زينب (ع) ، وكان العراق سبب في افشال مشروع اسقاط سوريا حيث اتجهت اليوم للاستقرار النهائي وهذا ملا تريده اسرائيل وامريكا.
والسبب الثالث ايران .. وهنا لا يختلف اثنين على ان العراق وايران اليوم يمثلان فريقا واحدا في مشاريع عديدة تخص المنطقة فضلا عن اعتراض العراق وحكومته اليوم على سياسات امريكا في قضية العقوبات واعلان عدم الاستجابة للقرارات الامريكية التي لم يجرا احد من الاعتراض عليها فاصبح العراق الرئة التي تتنفس منها الجمهورية الاسلامية.
وهنا تبحث اسرائيل عن حرب تقطع فيها الامداد الايراني عن سوريا وتضيق فيها على ايران وهذا الدور الذي يلعبه العراق سرا وعلنا.. وتحاول اسرائيل من خلال ضرباتها الى جر العراق لهذه المعركة.
ماهي نتائج هذه الحرب المحتملة وهل ستنصر فيها اسرائيل؟
وللجواب لابد من استعراض الرؤية الالهية على هذا الاحتمال فيقول القران بوعده لليهود كلما اوقدوا نارا اطفأها الله.. هذا من باب، ومن باب اخر فان اسرائيل ستدخل المنطقة في حرب واسعة ضدها، لان العراق يمثل محورا مهما من محاور المقاومة وسيكون للحشد موقف اخر كما لحزب الله اللبناني وايضا لانصار الله في اليمن الذي سيبرز ما كان يخفيه وسيفاجئ به الساحة الدولية وستكون اسرائيل مرمى للتسديد من قبل عدة جبهات. وستلجأ الى ما لجات اليه في الحرب الاخيرة مع حزب الله واتخاذ سياسة الدمار والارض المحروقة.
هذا في مقابل ان ايران لن تقف مكتوفة اليد في اقل التقادير بالدفاع عن مصالحها فضلا عن التزاماتها التي تنطلق من مبادئ ثورتها الاسلامية. وبالاضافة الى ذلك فان توازن القوى في المنطقة سوف يحتم على عدد من الدول بالدخول في هذه الساحة.
واما السؤال الاخير فان على العراق كخطوة اولى ان يشكل فريقا رفيع المستوى للدخول للامم المتحدة ومجلس الامن وتحريك سفرائه في جميع دول العالم من اجل تشكيل راي عام عالمي من خلال استنهاض الدبلوماسية العراقية وقبل ذلك يجب العمل على تأمين سماء العراق والتصدي لاي جسم غريب كما اعلن ذلك رئيس الوزراء العراقي.
ـــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
