الحشد روح الامة...!
محمد علي السلطاني
اعقب تأسيس الدولة العراقية في عشرينيات القرن الماضي ، تأسيس الجيش والأجهزة الأمنية على اختلاق صنوفها ، والتي بطبيعة الحال تعد ركنأ أساسيأ من اركان الدولة ، ومظهرأ من مظاهر الهيبه والقوة والسلطان فيها ، بها يبسط الامن وتحفظ الأرض من أطماع الطامعين ، الا أن هيمنة الانظمة الدكتاتورية والطائفية على مقاليد الحكم في الدولة العراقية ولعقود من الزمن ، شوة عقيدة تلك الأجهزة واحالها إلى عصى تبطش بالشعب، وتفتك بالأبرياء ، وتنفذ إرادة تلك الأنظمة الظالمة ، فتارة تبيد بالأسلحة الكيماوية شعبنا الكردي ، وتارة يحرق لنابالم سكان الجنوب و الاهوار ، وتارة أخرى تقصف المدن والمقدسات بالقنابل والصواريخ، وتملئ الفلوات بمقابر دفنت بين طياتها النساء والأطفال واحلام الامهات ، فما فعلة الحرس القومي وحرس صدام واجهزته القمعية بالعراقيين من ويلات ومصائب ما لا عين رأت ، ولا اذن سمعت ، من جرائم تفوق الوصف و الخيال،
اليوم وبعد بزوغ فجر الحرية، وخلاص البلاد من تلك الانظمة الاستبدادية ، استعادت قوانا الامنية وجيشنا مكانتها وموقعها في قلوب العراقيين، بحله جديدة، وروح وطنية تتلاحم مع الشعب وتطلعاته ، حتى بات هذا التلاحم عنصر طمئنينة وقوة ومحل إعتزاز لدى الجميع ،
إلا أن اعداء العراق الجديد من امريكا والصهاينة وممالك الشر العربية ، تأبى أن يكون للعراق جيشأ قويأ منيعأ يحمي البلاد ويرد المعتدين ، اذ حدث ما حدث من تأمر على العراق وشعبة ومؤسساته الأمنية ، حتى انهارت تلك المؤسسات في اكبر واغلب محافظات العراق بليلة وضحاها ، وأصبحت في خبر كان ! وزحف الإرهاب حتى وصل مشارف العاصمة ، وشارفت الدولة على الانهيار ، وبات حلم العدو الصهيو امريكي قاب قوسين أو أدنى ،
في تلك الظروف العصيبة، حدثت معجزة الانتصار، بنداء مرجعي دوا صداة حرم أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، حي على الجهاد، فهب ابناء علي واحفاد الحسين زرافات ووحدانا شيبأ وشبابأ قد لبسو القلوب على الدروع ، وحملو الارواح على الأكف قربانأ للوطن والمقدسات، واشتبكت الاسنة وتصادم الرصاص بالرصاص وتطايرت الايادي والرقاب ، والعالم ينظر الى هذه الملحمة والمعجزة الحشدية ، كيف تسطر النصر ، وتسحق فوق جماجم الغزاة ،وهي تواجة عدوأ لم يشهد التاريخ مثل وحشيته، عدوأ يذبح الأبرياء ويسحق كل القيم !
لقد أعاد صمود الحشدالشعبي وشجاعته العزة والكرامة للعراقيين، وتحطمت على صخرة عقيدتة وصمودة مخططات أمريكا واسرائيل ، وتبخرت احلامهم ، و بات الحشد اليوم روح الامة وعقيدتها واملها ، به تحمى الارض ويصان العرض وتحفظ المقدسات ،
واليوم تعود اسرائيل لتجدد عدوانها على العراق ، مستهدفة بصواريخها عتاد الحشد ورجاله المقاومة ، فدخلت المواجة منعطفأ تاريخيأ حاسمأ وتصعيدأ خطير ، في هذه المواجهة الجديدة ، لم تسخر اسرائيل مرتزقتها من داعش والقاعدة في حرب النيابة ، فقد ايقنت أن عقيد الحشد والمقاومة لا تقهر، فعزمت هذه المرة لتخوض المواجة بنفسها ، وتجرب حظها العاثر مع احفاد علي عليه السلام ، علي الذي لازالت مرارة انتصاراته عليها في خيبر والقينقاع والنظير تؤرق جفونها، و تقض مضاجعها ، إسرائيل لاتعي أن روح الحشد وعقيدته نسخت قد نسخت في قلوب كل العراقيين، على اختلاف اديانهم وطوائفهم، لأنها الروح والعقيدة التي اذاقت العراقيين نشوة الانتصار، ورفعت رؤوسهم فوق قمم الجبال، أن استهداف اسرائيل لجحافل الحشدالشعبي ، لايزيد الحشد والشعب إلا قوة وعزيمة وتلاحم ورصأ للصفوف ، وستبقى بغداد وبابل والنجف وكربلاء عصيتأ لايدنس ترابها اقدام بني صهيون، إذ أصبح العراق اليوم كلة حشدأ ، بأرضه بسمائه بنخيله وقصب اهواره ، وأن الارادة والقضية الحق التي يحملها الحشد والعراقيين ستكون هي المنتصرة أن شاء الله (وكان وعدا علينا نصر المؤمنين )
وان اللعنة والهزيمة ، ستلاحق بني صهيون اينما حلو ،وسيتجرع اليهود مرارة تلك الهزيمة والانكسار التي ذاقها أسلافهم من قبل ، ويبقى العراق وجيشه وحشدة حرأ ابيأ شامخأ منتصرا تخفق رايته خفاقأ عالية رغم أنف المعتدين.
https://telegram.me/buratha