سعد الزيدي
بدءاً قراءة الخبراء الاستراتيجيين المعاصرين من مسلمين وغيرهم؛ للمعادلة الحربية التي تحقق النصر، بما فيهم الماديّين الذين لا يؤمنون بالغيب ولا المدد الإلهي؛ تنطلق من أو تتطابق مع قراءة السماء الموصوفة في اية (واعدوا لهم ما استطعتم.....) واية (..... وما النصرُ إلا من عند اللهِ إنّ الله عزيزٌ حكيم ) .
هنا ملاحظة يجدر بنا الوقوف عندها ولو قليل هي (أن اختتام الآية القرآنية ببعض أسماء الله الحسنى يُعد من المصاديق لمطلع الآية او لبدايتها )، وبالعود الى قراءة الخبراء فأن فلسفة ذلك، أن هؤلاء يعرفون بأن التركيبة البشرية، تتفاعل على حدٍ سوى مع المعطيات المعنوية والغيبية كما تتأثر بالماديات ، وما يصدر عنها من فعل متأثر بتزاوج هذه الاثنينية وهذه المطابق؛ة كانت قبل التصديق بقراءة السماء لأنها حالة فطرية .
أما فيما يتعلق بالقراءة السماوية للمعادلة الحربية، يتضح من تحليل مفهوم الإعداد الوارد في الآية الكريمة، بأن الحد الاول للمعادلة الحربية الضامنة للنصر، يشمل العوامل المادية الظاهرة، والتي تمثل أسباب القوة، دون اهمال أي جزئية مهما صغرت، (وفي التاريخ امثلة واقعية على أهمية ذلك ففي العالمية الثانية أحد قيادات الحلفاء كان يفكر في إيصال الشاي حار الى الخطوط الامامية وعندما سؤول قال حتى يقتنع المقاتل بأنه محل اهتمام ) .
يضاف له ويعتبر جزء لا يتجزأ، من الإعداد العامل الاعتقادي التربوي، الذي يبني شخصية المقاتل ، أذاً التفوق بالعدة والعدد فقط، لم يعد يحسم المعركة ولا حتمية جلب النصر، ما لم تضاف له القرائن الأخرى، وان كانت لا تبدو محسوسة في الظاهر، وأنها قد اتحدت بالمصادفة، لكن التحليل الواقعي الدقيق يفيد بحتميتها، وهو يقودك الى القناعة بأثيرها ،وأنها عوامل تربوية نفسية فطرية تنعكس، على القرار البشري طوعا، وذات تأثير بالغ الاهية في ساحات الوغى وفي ساعات الحسم.
هذه الحقيقة التي تحسب لها القيادات ألف حساب، وتخصص لها الأيام الطوال والمليارات من الدولارات ، وملخص التحليل كما إشارة الآية الكريمة، هو الاعداد بكل ما لهذه الكلمة من معنى شمولي، في الجانب المادي والمعنوي، عندها أي من المتحاربين حرص على أن يتحقق عنده رجحان، ينتظر مدد السماء في تحقيق النصر، وهو الطرف الثاني من المعادلة، وهو ليس من تكليفك أيها المقاتل ، بل النصر بيد الله العزيز الحكيم.
أن العمل الاعتقادي التربوي؛ الذي يشتمل عليه الاعداد، يعني الايمان الحقيقي بالقضية حتى يصبح فهم المقاتل للنصر بأنه احدى الحسنين فأن المقاتلين المعتقدون بالحياة الأخرى وعدالة قضيتهم وإخلاص قيادتهم يُقاتلون وهم متعلقون بالمبادئ والاهداف المقدسة.
اما قراءة المهزوزين والمهزومين في عقائدهم، ومن شاكلهم للمعادلة الحربية؛ فيقولون تفوق في السلاح وعدد الجنود = النصر .
أن القراءة المادية لهؤلاء، لطالما خالفت الواقع في نتائج الحروب، واكثر الأمثلة على هذا الحروب، حروب الامريكان مهما طالت تنتهي بالانسحاب دون تحقيق النصر، كما في كوبا وفيتنام وأفغانستان حاليا، فهم في تفاوض مع صنيعتهم طالبان، لا لأن الطرف الثاني دائما مؤمن بقضيته، بل لأن حربهم ظالمة هدفها استعباد الشعوب ونهب خيراتها .
أما المغالطين الذين يثبطون العزائم، وهم يمثلون العدو ابتلى بهم المدافعون عن الحق هؤلاء لا يعتد بكلامهم لأنه هراء من القول .
من هذه الحقائق الساطعة نرى رأي العين نصر محور المقاومة في منطقتنا على محور الشر من الصهيونية والامريكان واذنابهم العرب المتصهينين.
نحن نذكر الذين رضوا بالحياة الدنيا والمستضعفين في عالمنا الإسلامي بقوله تعالى في سورة غافر الآية 5 (إنا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدني ويوم يقوم الاشهاد) وهذه سنة الله كما نقرا في الآية 77من سورة الاسراء المباركة (سنة من ارسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا).
https://telegram.me/buratha