جواد أبو رغيف
لقاء القمة المرتقب بين الرئيسين “روحاني” و “ترامب”،والذي ينتظر موافقة الرئيس روحاني،الذي أعلن عنه الرئيس الفرنسي “ماكرون”،يأتي بعد أن نجحت الدبلوماسية الإيرانية في أحداث شرخ في المواقف بين الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية الراعية للاتفاق النووي بين الطرفين قبل سنوات.
النجاح تمثل في عدم الانسحاب المقابل للجمهورية الإسلامية الإيرانية من تلك الاتفاقية،بعد الانسحاب الأمريكي الأحادي الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي ترامب.
عدم انسحاب إيران أظهرها للعالم أنها دولة تحترم تعهداتها واتفاقيات المجتمع الدولي، ووضع الدول الأوربية في زاوية الحرج أمام المجتمع الدولي،واجبرها على تحمل مسؤولياتها الأخلاقية ومواثيقها وتعهداتها، فهي أما شريكا حقيقياً فاعلاً في أدارة الأزمات الدولية،وأما رقماً فقط يشرعن العربدة الأمريكية والفوضى التي يريد أن يحدثها ترامب في منطقة الشرق الأوسط،على حساب امن واستقرار شعوب المنطقة والمصالح الدولية.وقد يؤدي إلى أزمات في مناطق أخرى من العالم يحمل ذات السيناريو.
الرئيس الفرنسي “ماكرون” تحدث بلغة الواثق مع الرئيس روحاني،أن مجرد موافقة الأخير وتحقيق اللقاء بين الطرفين،ستحقق الكثير من النجاحات فيما يتعلق بملفات المنطقة.
ويبدو أن الدعوة الفرنسية،جاءت في الوقت المناسب،لان واقع جديداً فرض نفسه في المنطقة ،وعلى الولايات المتحدة الأمريكية التعامل مع واقع الحال.
“النفوذ الإيراني الناعم” في المنطقة ” العراق ـ سوريا ـ لبنان ـ اليمن”،المرتكز على المصداقية والثقة واحترام خصوصيات تلك البلدان وشعوبها،وعد تخلي “الجمهورية الإسلامية الإيرانية” عن أصدقائها في أحلك الظروف كما حصل في سوريا والعراق.
الفشل الإسرائيلي في توجيه ضربة عسكرية خاطفة لإيران ،ونهاية “أسطورة التفوق الإسرائيلي والحروب الخاطفة”،رغم محاولتها البائسة قبل أيام بتوجيه ضربات جوية عبر طائرات مسيرة لمخازن “ الحشد الشعبي ” في العراق،ومواقع لبنانية،لم تكن بمستوى الهالة الإعلامية التي طالما تبجح بها الكيان الصهيوني سابقاً،وسببت إحباطا للمراهنين عليها من أذناب الصهيونية وصنيعتها في المنطقة.
تلك الضربات التي تكشف عن حجم ” الهستيريا” التي عليها قادة الكيان الصهيوني من النجاحات الإيرانية السياسية والعسكرية والإعلامية، سببت تعكر المزاج الأمريكي تجاه رئيس الوزراء “نتن ياهو”،بسبب عدم التنسيق ومشورة الأمريكان،ما يتطلب من ترامب أعطاء الظهر للكيان الصهيوني،والحد من طيش نتن ياهو،الذي يريد حرق منطقة الشرق الأوسط،بحرب لها بداية،وليس لها نهاية،تضرب فيها مصالح الجميع.
اعتقد ان الواقعية الأمريكية الجديدة،والحكمة الإيرانية،سوف يكونان حاضران في حال تحقق اللقاء،وبالتالي ستنعكس ايجابياً على شعوب المنطقة،التي أحوج ما تكون إلى عهد من التهدئة والاستقرار،بعدما شهدت سنوات من الحرب والدمار دون أن تأتي بجديد.
https://telegram.me/buratha
