المقالات

الى الحرة: رسائل إعتراض وإمتعاض

1881 2019-09-03

أمل الياسري

 

لم  يكن حزني هذه المرة ثائراً، كما إعتدته عند الحديث عن العراق الجريح وأوضاعه، فهو لم يأخذ مجرد كسر عظم من جسد العراق، بل بدا كما لو أنه نزيف هادئ يمس نياط القلب، فعجيب أن بعض القنوات الفضائية المأجورة، تبذل وقتاً وجهداً في عرض تقاريرها، لتبدو المؤسسة الدينية في العراق بعد عام (2003)، هي الشيطان الذي يحكم عقول الناس اليوم! وهذا الفكر مثوى المتكبرين الفاشلين.

القنوات هذه لم تبذل جهداً ووقتاً في الطرح الإعلامي، عن الفتن، والمشاكل، والصراعات الدينية، المختلقة من أعداء الإسلام، وخلق الفوضى، والمعدة في مطابخ الموساد واللوبي الأمريكي، ولو بحثت وحللت وشخصت لكان حال العراق أفضل، ولمات الشيطان الأكبر (أمريكا وأذيالها) من الملل والوحدة، لأنها صرفت كثيراً من ممارساتها الخبيثة، وحبائلها القذرة للنيل من شعب العراق، ومرجعيته وحشده، أين المهنية في الطرح؟ لابد أنها لقمة معاوية الدسمة؟!

 حملة شعواء أخرى تستهدف المرجعية الدينية العليا بمؤسساتها، ورموزها، وحشدها المقدس، الذي لولاه لغرق العراق في بحر التقسيم، وهذا ما أحرج أمريكا وزبانيتها الشياطين، فها هي اليوم تسّوف، وتماطل، وتهادن، في قنواتها العميلة، للنيل من المؤسسات الدينية عبر تقارير إختارت طريقها الخاطئ للشهرة، لزعزعة الثقة بين المواطن ومرجعيته الرشيدة، لكن مثل هذه القنوات مثال للعمالة والفساد وبإمتياز، فلم ينتبه أحد للمحصلة النهائية للتقرير!

رسائل تحاول بعض القنوات إيصالها الى الناس وهي إستخفاف بعقولهم، وإلا هل يخفى على العراقيين، مقدار الفساد الكبير في عقود وزارة التربية، لطباعة المناهج الدراسية في كل سنة؟ فلماذا يتم التشهير بمشروع الكفيل لطباعة الكتب، مع أنها بنفس المواصفات التي يتم بها الطبع في الخارج؟ أليس الأولى كشف الجهات الفاسدة، التي تعيث بوزارة التربية فسادا وخراباً؟ وتحاول الإستيلاء على مناقصات طباعة الكتب في الدول المجاورة؟

 ألم تقم المرجعية بهذا المشروع للقضاء على باب من أبواب الفساد المستشري في اجهزة الدولة؟ ألم تشغل اليد العاملة العراقية في المشروع؟ ألم تلتزم المطابع بشروط الجودة والنوعية، حتى يتم تسويف عملها المنجز بصورة ممتازة؟ إن هذا لشيء عجاب! لماذا نتقاتل على الثروات، ولا نقاتل من أجلها لخدمة شعبنا؟ إن ما يسمى الحرية هو الفوضى بعينه لأنها قنوات مأجورة، وإعلموا أن للحرية ضوابط وأصول وقيم.

السؤال يقفز من جديد: لمَ هذا التسقيط المستمر، والتشويه المتعمد للمؤسسة الدينية في النجف خاصة، فهواتف بعض القنوات ترن في كل موضع مرتبك كالعراق، لتزيد أمريكا من زعزعزته وخرابه، والا أين هي مذكرات القبض الصادرة، بحق وكلاء المرجعية اللذين ورد اسمهما في التقرير؟ وأين هي المشاريع الوهمية التي لم تظهر على السطح، وأرباحها ذهبت لجيوبهما، أليس من المفترض أن يتمعنوا أكثر قبل اطلاق التهم جزافاً؟!

ألم تسمعوا بمشاريع إسكان عوائل الحشد المقدس، ورعاية الإيتام؟ ألم تسمعوا بمؤسسة العين للرعاية الإجتماعية، والتي حصلت على الصفة الإستشارية بالدرجة الخاصة، في المجلس الإقتصادي الإجتماعي للأمم المتحدة في ( نيسان 2016) بعد نجاحات منقطعة النظير، ومراكز الثقافة الأسرية، والمدارس الدينية الرصينة، ومراكز الشباب، ومراكز الرعاية الصحية والتأهيل والإرشاد، ومشاريع الإكتفاء الزراعي الذاتي، والمؤتمرات الدولية والاقليمية، التي دعت الى التعايش والتسامح ورأب الصدع، فهلا تفقهون؟

 المجهولون اليوم يتطفلون على ثوابتنا ومقدساتنا، لكننا على يقين بأن الناس لديهم وعي تام، بأن هذه الإساءة للمرجعية الدينية، ما هي الا إحدى الحماقات الامريكية، كردة فعل على الخيبة والهزيمة، التي منيت بها على يد صمام الأمان وفتواها العظيمة، وما أرادته في عشر سنين عجاف، تم بثلاث سنوات فتحررت الأرض، وإنتهت دولة الخرافة الداعشية، مسقطة كل إدعاءات أمريكا، بأنها القوة العظمى القادرة على حماية العالم. 

أخلاقيات المهنة الإعلامية يجب فيها المحافظة على الغاية والوسيلة، بحيث تكون موظفة لخدمة الإنسان والمجتمع ونفعه، وألا تكون سببا للإضرار  بالناس، وكم من مرة أكدت المرجعية الدينية العليا في خطبها، على سلامة المنظومة الإجتماعية ،والثقافية، والأخلاقية الممدوحة، وتوظيفها لصالح المجتمع، والتي تتضمن (علم وعمل وأخلاق) طرحته في الجمعة (22رجب 1440 للهجرة)، فأي فهم لهذه المعادلة طبقتم يا أهل الحرة؟! إن كلماتكم لا تلقى صداها الصحيح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك