🖋ميثم العطواني
ربما لا يتعجب من يطالع التاريخ الحديث ويجد ان أول خارطة رسمت لحدود الكويت رسمياً في عام "١٩١٣م"، وأول علم لها بعد إبدال العلم التركي في عام "١٩١٤م" ويحمل اللون الأحمر يتوسطه كلمة "كويت" باللون الأبيض دون أي شعار، وسبق ذلك تعدادها الرسمي الذي قدر بــ "عشرة آلاف" نسمة، وهي بالأصل تعود إداريا الى "لواء" البصرة حيث ترفع علم تركيا "العثمانيين" طيلة سنوات إحتلالهم للعراق، إلا انها سرعان ما أصبحت دولة بعد ان رسمت خارطة لحدودها الصغيرة ورفعت العلم الخاص بها وطلبت الحماية من بريطانية في عام "١٩١٤م"، إلا ان الكويت كما يبدو قد تناست تاريخها بالمقارنة مع سيدها العراق صاحب الحضارات القديمة التي تمتد الى آلاف السنين، حتى باتت تتطاول عليه بين الحين والآخر !! دون أدنى رادعاً يدعها ان تعي حجمها الحقيقي، وان يذكرها بإن الصقر مكانه القمم، لا ان يتطاول عليه همج رعاع لا يعرفون مكانة العراق !!.
وعلى عكس ما يشاع من حدوث تقارب غير مسبوق في العلاقات بين بغداد والكويت الذي سعت الحكومات العراقية بعد عام "٢٠٠٣م" لتحقيقه بهدف حسن الجوار، إلا ان ما أثير مؤخرا تحرك العراق لرفع مذكرة إحتجاج ضد الكويت في المحافل الدولية لإنتهاكها الحدود العراقية البحرية، وهو ما كشفته وسائل إعلام كويتية، إذ أكدت أن العراق تقدم بشكوى ضد الكويت في الأمم المتحدة و"اتهمها" بمحاولة تغيير الحدود البحرية.
مندوب العراق الدائم لدى الأمم المتحدة السفير محمد بحر العلوم أرسل مذكرة الاعتراض الى رئيس مجلس الأمن مطالبا تعميمها على الدول وإصدارها كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن، تؤكد على قيام الكويت باتباع سياسة فرض الأمر الواقع عبر إحداث تغييرات جغرافية في الحدود البحرية بين البلدين، وهذا ما حذرنا منه في مقالات نشرت لنا في وقت سابق، حيث ان ما اقدمت عليه الكويت بتغيير الحدود البحرية من خلال حواجز مصطنعة تهدف الى إعاقة وصول السُفن الى الموانئ العراقية وتجبرها على المرور بميناء مبارك سيء الصيت، مما دعا مندوب العراق للإجتماع مع عدد من ممثلي الدول لشرح الموقف الرسمي من تلك الخروقات، مؤكدا أن "موقف بغداد ثابت، وهو أن ترسيم الحدود من قبل طرف واحد في مناطق لم يتفق عليها الطرفان، وفقا لما نص عليه المرسوم الأميري ٣١٧ لسنة ٢٠١٤ في شأن تحديد المناطق البحرية للكويت يعد فعلا باطلا بموجب أحكام القانون الدولي، ولابد من مواجهته دوليا"، وبالرغم من تجاوزات الكويت المستمرة إلا ان العراق قد لجئ الى خيار الدبلوماسية، الأمر الذي جعل بعض نواب مجلس الأمة الكويتي يشنون حملة إساءة للعراق وتاريخه العريق، وتهجمت النائبة صفاء الهاشم تعليقا على الشكوى العراقية : "هذا هو نهج العراق منذ أمد، فعلا الكحل بعين الرمدة خسارة"، ويبدو إنها تناست إذا كانت عين العراق "رمدة" فمصيرها الشفاء، وكان الأجدر بها ان تتكلم عن الكويت الأعمى منذ الولادة.
النائب الكويتي أسامه الشاهين هو الآخر خرج بتصريحات ينتقد فيها العراق، يؤكد خلالها أن "شكوى حكومة بغداد ضد بلاده سلوك مستفز ليس مستغربا من جار الشمال"، كما طالب حكومته بــ "ردود عملية وموضوعية، مع أخذ احتياطات أمنية ودبلوماسية كاملة"، انه من المضحك حقاً ان نسمع هذا من صعاليك يتحدثون عن الاستعدادات الأمنية في حين إذا دعتنا المنازلة معهم لا تستغرق منا إلا عدد ساعات جلستهم التي يكنون فيها السوء للعراق.
وأخيراً، يبدو ان نفس الكويت قد سولت لها ان تحشر أنفها مع الدول التي تآمرت على العراق بأي شكل من الأشكال، وتسعى جاهدة الى اللحاق بركب تلك الدول متناسية المثل الشائع الذي يقول: "مَن الذي يسبقك إذا كنت تجري وحدك" !!.
https://telegram.me/buratha