كندي الزهيري
أسيرُ في طُرقاتِ مدينة تعجُ بالعشق ..
و تضجُ بِالبُكاء !
ارى رايات سود وأعلام حمراء .. وكثير من الشعارات التي تهتفُ بذلك الاسم المقدس !
أسيرُ و يتناهى إلى مسمعي صوتٌ صدّاح ” هلا بيكم يا زواري هلا بيكم “
ابتسم ، فإني إشمُ ريحَ الجنة ، استمعُ إلى ترانيمُ الجنة .. و أُقابلُ جيراني في الجنة ..
و ارى الجَنة أمام عيني .. تتجلى في ضريحِ الشهيد
أقف ، و أبكي و أُردد مع الكربلائي :
” أريد تشوف عدواني أبو فاضل تلقاني ، يسجلني .. و أجيت الحضرة الظامي و أبو النوماس جدامي ، يسجلني ”
ادخلُ إلى وادِ مُقدس .. يزدحمُ بعاشقين احتارَ فيهمُ التاريخ ، تحت أي فئة يسجلون زوارَ الأربعين !
هُناك الشيخُ الكبير ، و العجوز التي لم يتركَ لها الزمن سوى تجاعيد رسمت وجهها
هناكَ الطفل و الطفلة يملئونَ قلوبهم الصغيرة بحب الحسين ، هناك الشاب و الشابة لا يكتفونَ الجنون
جنونُ الحُسين !
هُناك أرضٌ تُقبل أقدامهم ، و ملائك لا تلبث تستغفرَ لهم !
هُناك أنا ..أغمضُ عيني ، لأجدني بين جدران أُخرى ..!
تُجاذبني الدموع ، و يقتلني الاشتياق !
فأنا لا أنفك أحلم ذلك الحلم ، حلم الوصول !
أكتبُ و أُردد و أقول : ” كل الناس لـ أبو السجاد مشاية ، بس آنا و الحسرات ويايه ”.
أرى تلك العجوز وموكبها الصغير، ليس فيه إلى سراحيه ماء وكوب فقط.
وذلك الشايب الذي تعدى عمره السبعين عام وهو يقوم بغسل أقدام الزوار ،ويتبرك بها ،بلا تكبر ولا عجز كل ما دفعه حب الحسين عليه السلام ".
اسال الذي ترك داره وماله وعمله ، لماذا كل هذا العناء ؟!،يقول ليس بيدي ،إنما قلبي ساقني شوقا إلى سيد شباب أهل الجنة، وغيرها من الصور التي نعجز عن وصفها ، فوالله ما ملك القلوب أحدا ،بمثل ما ملكها الحسين عليه السلام .
ان الحسين عليه السلام "،طريق ينير عتمة الليل ،ويزيح ظلم الظالمين ،ان الحسين المتنفس الوحيد الذي ترتاح عنده القلوب الطيبة، والنفوس الزكية ، حب الحسين عليه السلام "، ذاب الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، وازاح كلمة انا "، وطهر النفس ،بإبعاد التكبر والتعالي والتشنج وغيرها،
نشاهد الكبير يخدم الصغير ،والكل منشغلة بخدمة الزوار،وفتح البيوت للزوار ، لم ارى اي فوارق طبقيه ، ولا دينيه ،كل الأديان عند ابو السجاد تجمع بدين واحد "الحب والسلام ".
نختم بالقول
إن الحسين عليه السلام "، سيد السلام والوحدة بين المذاهب والأديان ، وتعد ذكراه الخالدة، روح ودرس للناس صاحبة المبادئ السامية ، والحسين عليه السلام "، بحبه انتج الحشد الشعبي المبارك، وبحبه حمى الارض والعرض، وبحبه توحدنا ، والأمة التي وحدها الحسين عليه السلام، لن ولم يفرغها شواذ امثال عملاء الاستكبار العالمي ،ولا يشوهها اعلامكم المزيف ،الحسين وشعبه اقوى من الطغاة العالم ..
https://telegram.me/buratha