المقالات

شهادة ما أشدها على أعداء الدين!

2203 2019-09-09

أمل الياسري   الحياة في العراق لن تنام أو تتوقف، لأن قناعة العراقيين تتزايد يوماً بعد آخر، فهذا البلد يستحق الكثير، ورغم الأصوات المنبعثة من مستنقعات الطائفية والبعثية، فلن تجد لها مكاناً، حيث أجرموا بحق العراق عقوداً طويلة، بل الساسة أنفسهم كانوا مجانين من الدرجة الأولى، حينما إعتقدوا أنهم باقون بلا شك، والحقيقة أن التأريخ حافل بالشهادات العظيمة، التي ما تزال تؤرق الأرواح، وتبعث فينا أملاً جديداً، وتبث رعباً في نفوس أعدائنا، فلولا الشهداء لما كنا تنفسنا الصعداء! طريق الحرية لن يكون معبدا بالزهور، لأن قرابين العدالة والكرامة قدمت دماءها، لتزرع رياحين عاشورائية خالدة، مهدت الدرب للديمقراطية، التي حاول ويحاول بعض من الشخوص الفاشلين تشويهها، وبث الفرقة والنزاع بين أبناء البلد الواحد، لكن العراقيين ليسوا حشوداً من الناس، جمعتهم الظروف في زمان ومكان واحد، فالعراق الأول في ظهور الخالدين والمصلحين، ويقف في مقدمتهم شهداء الحرية، فهل توجد شهادة أعظم من رسالة عطش ووفاء، ورأس فوق رمح بكربلاء، وإصلاح أمة، وخلود ملحمة، ومنهج إنتصار؟! حياة العراق مفتوحة واسعة، صخور الحضارة تدق أسفينها في عمق ماضيه السحيق، يمتلك قدرات هائلة على التغيير والتصدي للطغاة، يعلم البشرية معنى إصرار الإنسان على العطاء، مهما ضاقت حدود قدرته، ولقد صدق الشاعر الكبير، محمد مهدي البصير حين قال: (العراقيون ليسوا حشوداً من الناس، جمعتهم الظروف على ظهر باخرة كبيرة إسمها العراق، فكانوا مكونات كما يطيب للبعض تصويره الآن)، فالعراق أكبر بكثير، والعراقيون مشهورون بالتضحية والفداء، عبر السنوات العجاف، أملاً في سنوات حق سمان. (دماء الشهداء هي الوقود، الذي يصنع الإنجازات، والإنتصارات، والدفاع عن وجود الأمة)، ما يقوله السيد حسن نصر الله، ليس بغريب علينا، فمواكب الشهداء وهبت الغالي والنفيس، لأجل الأرض، والعرض، والدين، ومن أين نبدأ؟ من شهداء محبي علي وفاطمة، وشهداء الطف الذين جزروا كالأضاحي، على يد بني أمية، وليسوا ببعيدين عن بني العباس، وشهداء الحوزات الدينية، وشهداء آل الحكيم، وشهداء الحشد المقدس، وبما أن لكل زمان رجاله، فكذلك له طفه الخاص، لهم ثقافة الشهادة التي يمتلكها هؤلاء الملحميون. شهادة ما أشدها على أعداء الدين، فهم يخافون كل الخوف من هذه الرموز، لأنهم يعلمون أن دماء الأحرار، تعد جذوة أمل، وشعلة حرية لن تنطفئ أبداً، وتتنقل عبر الأزمان بغيب إلهي، يراد لدمائهم أن تبقى خالدة، ولهذا فالأعداء ينتجون الأباطيل والشبهات، وأحرارنا ينزفون دماء زاكيات، ولا شك أن الشهادة ليست هدفاً، بل الهدف الإنتصار بطريق تأدية الواجب الإلهي، فهؤلاء الصفوة عرجت أرواحهم الى السماء، فيا مَنْ ليس لنا غيركم لنفتخر بهم، وياليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك