المقالات

الرجل الذي لم يوقع

1605 2019-09-12

هادي جلو مرعي

 

قد يكون هو هذا السؤال الأكثر رواجا في مستقبل العرب القريب، وربما البعيد حين يوقع القادة العرب على صفقة القرن مع إسرائيل، وينهوا عقودا من الصراع القاتل الذي إستنزف المنطقة، وحولها الى بلاد للنكبات والمواجع.

برنامج وثائقي يبحث في سيرة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد الذي كان يقود دولة مواجهة مع فلسطين المحتلة، ولكنه لم يوقع مع إسرائيل حتى رحل عن عالمنا، وبقيت المعركة مستمرة، وهو برنامج يكشف عن سيرة الرئيس الراحل ومواقفه من السلام مع إسرائيل، وإصراره على عدم التوقيع.

تمضي الأمور الى مرحلة حسم كبيرة في الواقع، وهناك إمكانية لتمرير صفقة القرن بعد الإنتخابات الإسرائيلية، وهو الأمر الذي ينتظره بنيامين نتنياهو، ويصر عليه صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر.

إدارة ترامب مصممة على الحسم، ودول عربية عدة مهمة في المنطقة حسمت أمرها في التوقيع لأنها مستسلمة للأمر الواقع، فهي تعتقد أن لاجدوى من المواجهة، ولابد من التطبيع مع تل أبيب في مجال التجارة والإستثمار الإقتصادي، وإنهاء الصراع، والإنشغال بعدو مشترك هو إيران.

تحاول واشنطن وحليفتها تل أبيب زرع الشقاق بين العرب والمسلمين لتهيئة الأجواء لمزيد من التراجع عن مواقف سابقة بعضها يمتد لسبعين عاما منذ النكبة، وهو مايبدو ممكنا للغاية، فالعرب لايجدون ذلك صعبا للغاية لأنهم مستفزون من السلوك الإيراني الذي يرونه مزعزعا للإستقرار، ويهدد وجودهم القومي والمذهبي، وهناك أصوات لسياسيين وإعلاميين تدعو للتطبيع والإنفتاح، وحتى التحالف ضد العدو المشترك، وقد روجت وسائل إعلام خليجية لفكرة التطبيع، وإنهاء القضية الفلسطينية بوصفها قضية خاسرة لامستقبل لها إطلاقا.

(الرجل الذي لم يوقع) عبارة رائعة لكنها لن تكون ذات قيمة في حال تحقق للإسرائيليين مايريدون، وتمكنوا من جلب المزيد من القادة العرب الى حفل توقيع مفتوح، وحينها لايكون من جدوى لمواقف الرفض، والمهم هو تعزيز المواقف التاريخية بمواقف مماثلة من العرب لرفض الإستسلام والخنوع للعدو الغاصب الذي لايحترمهم، ويريدهم أتباعا أذلاء لسياساته التوسعية التي تعتمد مبدأ إغتصاب الحقوق، والإستيلاء على الأراضي، وتهجير المواطنين ونفيهم، والإعتداء على المقدسات وتدميرها، وتحريف التاريخ، وتحويله الى وسيلة للإنقضاض على ماتبقى من فلسطين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك