المقالات

الحسين والمقاومة

1742 2019-09-13

حامد الحمراني


المقاومة في مدرسة الامام الحسين عليه السلام التي اسس لها بدمه واهل بيته، واغلق بابها الا لمن يمتلك المروءة ويدافع عن الحرية والتحرير والكرامة ، هي ليست فتح فضائية او تأسيس صحيفة يومية (تصدر كل اربع سنوات مؤقتا) لاغراض التحريض العشوائي وخلط الاوراق والمتاجرة بدماء الاخرين؛ وانما هي منهج للثوار في كل مكان ومنظومة فكرية تُعين الاحرار على انفسهم اولا وعلى الظالمين فيما بعد.
وهي ليست ضخ الاموال (عن بعد) في فنادق (الهيلتون شوب) لقتل العراقيين الذين بداوا يسمعون(واعية الحسين – هل من ناصر ينصرنا).
وفي عالم اليوم، فان السياسة تعني فن الممكن، وفي مدرسة التأويل البرغماتي وتفسير الاخوة المحللين، فان (الممكن) هذه تعني فيما تعني قبول المراوغة والمهادنة وغض الطرف عن خطأ هنا او فشل هناك، لمصلحة الله يعلم مدى تحقيقها، لانه ليس بالامكان افضل مما كان!!
اما في منطق امام الثوار فان السياسة تعني (من مثلي لا يبايع من مثله) وان كلف هذا الشعار حياته واهله وصحبه، فان الحاكم الظالم لا يمكن مبايعته والسكوت لوجوده.
وفي مدرسة العالم المتحضر، فان المال والقوة وبوق الاعلام تكفي لتنصيب الحاكم واستمراره في السلطة وان كان غبيا او طاغيا او منحرفا .
وفي ابجديات امام الاحرار فانه من راى حاكما ظالما ولم يخرج عليه فحري على الله ان يدخله مدخله.
والتصدي للمسؤولية عند الامام ليست غنائم ومكاسب وقطعة ارض 600 متر وسيارات مدرعة وحمايات شخصية ومنافع ذاتية ؛ وانما جود بالنفس وبذل اقصى المجهود، واحقاق حق وابطال باطل ؛ والا فان الحكم والسلطة والكراسي عبارة (عن عفطة عنز).
واذا كان علم العلاقات الدولية في ظل الديمقراطيات وحقوق الانسان ومجرمي بلاك ووتر تعني (ليس هناك صديق دائم ولا عدو دائم) حيث المصالح الفئوية والاصطفافات ذات النفع المؤقت، فان منظومة الامام الحسين تنص على ان هناك بوصلة للعدل والحق تؤشر المجرمين والمنحرفين وتحظر التعامل معهم اين ما وجدوا واينما كانوا وكيف ما هم.
وفي عنصرية فن (الممكن) فانها فرصة للتمايز التكنوقراطي بين الانسان واخيه الانسان اعتمادا على اللون والفقر والغنى وانتمائه لهذه الجهة او تلك، اما الامام الحسين فان الفقرة الاولى التي تعلمها من دستور الحرية التي وضعها امير الموحدين فهي (الناس صنفان اما اخو لك في الدين او نظيرا لك في الخلق).
الان بدأت اعرف لماذا العراق تحيطه المفخخات والمؤامرات اللاصقة الخبيثة(لان ضريحك ياوهج المروءة عاصمة الله فيه).

 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك