المقالات

عَن تحدِّيات هَيئةِ الحَشد الشَّعبي


العناوين المقدَّسة لا تمنَح السِّلاح شرعيَّةً إِذا كانَ خارِج إِطار الدَّولة *العقُوبات باتت كالمِنجلِ الذي لا يحشُّ حصاداً أَو السَّيفِ الملثُوم في ساحةِ المعركةِ!                    

*نـــــــــــــزار حيدر

   ١/ الحشد الشَّعبي قاتلَ الإِرهاب بعقيدتهِ قبل أَن يقاتلهُ بسلاحهِ، وبدينهِ قبل إِنتمائهِ، وبفتوى الجِهاد الكِفائي التي أَصدرها المرجعُ الأَعلى قبل أَن يقاتلهُ بالقانون، وبإِنتمائهِ الوطني قبلَ إِنتمائهِ للمؤَسَّسة الأَمنيَّة والعسكريَّة.

   ٢/ لا يوجد جيشٌ في العالَم لا يمتلك عقيدة، إِلَّا جيوش النُّظم الشموليَّة التي عقيدتها حماية الإِستبداد والديكتاتوريَّة حتى إِذا أَفنت الشَّعب بأَكملهِ بالحرُوبِ العبثيَّة والمجازر الدَّمويَّة، كما كان يفعل الجيش زمن نظام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين والذي سخَّرهُ بالكامل لخدمةِ أَغراضهِ وأَمراضهِ.

   ٣/ الذين يطعنُون بهويَّة الحشد الشَّعبي هم أَحد إِثنَين؛

   *الطائفيُّون الذين قضَوا وقتهُم في فنادق خمسة نجُوم في هذهِ العاصمة الإِقليميَّة أَو تلك البعيدة فيما كان مقاتلُوا الحشد الأَبطال يضحُّون بأَرواحهِم وأَنفسهِم ودمائهِم لإِنقاذ أَعراضهِم وشرفهِم وناموسهِم وعشائرهِم ومناطقهِم وممتلكاتهِم من يد الإِرهابيِّين الذين عاثَوا في مناطقهِم الفساد {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ}.

   *الأَنظمة التي لاتزال تتمنَّى أَن لا يستقرَّ العراق أَمنيّاً، والذي لا يتحقَّق من دونِ الحشد الشَّعبي.

   ٤/ هيئة الحشد الشَّعبي تمرُّ بمشكلتَين عويصتَين ينبغي أَن تجدَ لها مؤَسَّسات الدَّولة حلّاً حقيقيّاً بعيداً عن التَّرضيات والحلُول الترقيعيَّة الآنيَّة؛

   أ/ صراع الإِرادات بين الإِقليمي (طهران) والدَّولي (واشنطن) وهو صراعٌ كان خفيّاً ومِن تحتِ الطَّاولة وأَصبح الْيَوْم علنيّاً ومن فوقِ الطَّاولة.

   يجب أَن يتمَّ تشريع كلَّ ما من شأَنهِ أَن يحمي الحشد من الولاءات غَير الوطنيَّة البحتة ويُبعدَهُ عن صراعِ الإِراداتِ هذا.

   ب/ صراعُ الإِرادات داخل الهيئة والذي طفا الآن على السَّطح.

   ٥/ لقد أَخطات بعض فصائل وقادة الحشد الشَّعبي عندما تجاوزت توجيهات المرجعِ الأَعلى وكذلك قانون الحشد الشَّعبي الذي شرَّعهُ مجلس النوَّاب، القاضية بفصلِ السِّياسي عن [الجِهادي] والحزبي عن [العسكري] ولذلك فإِنَّ أَيَّ اعتراضٍ ومن أَيِّ نوعٍ كان من قبلهِم تحت قُبَّة البرلمان فيما يتعلَّق بالأَوامر الديوانيَّة التي يُصدرها القائد العام بشأنِ الحشدِ وإِعادةِ هيكلتهِ تبدو وكأَنَّها صِراعات سياسيَّة وحزبيَّة ولذلك تضعُف حجَّتهم، خاصَّةً وأَنَّهم باتُوا جزءاً من المنظومةِ الفاسدةِ والفاشلةِ، ولو كانُوا قد التزمُوا بالتَّوجيهات الشرعيَّة والقانونيَّة لما وضعُوا أَنفسهُم بهذا الموقِف الضَّعيف والمكشُوف.

   ٦/ أُعيد القَول وأُكرِّر للتَّذكرة، فإِنَّ أَيَّ سلاحٍ خارج مؤَسَّسات الدَّولة هو ميليشيا بالتَّوصيف الدُّستوري والقانوني، فليسَ في العراق عناوين من قبيل [مُقاومة] وما أَشبه.

   العناوينُ المقدَّسة لا تمنَح السِّلاح شرعيَّةً إِذا كان خارِج إِطار الدَّولة.

   ٧/ الأَوامر الديوانيَّة الخاصَّة بإِعادة هَيكلة هيئة الحشد الشَّعبي مُؤَشِّرٌ على أَنَّنا نُواصل مراحِل بناء الدَّولة ومؤَسَّساتها، فإِذا كانت مرحلة الحرب على الإِرهاب تتطلَّب غضِّ البصر عن حالةِ الإِنفلات بالسِّلاح والعناوين والرَّايات، فإِنَّ مرحلة ما بعدَ الإِرهاب تتطلَّب تنظيم كلَّ ذلك في إِطار الدَّولة ومؤَسَّساتِها الدستوريَّة حصراً.    

   ٨/ لم تعُد العقوبات التي تفرُضها واشنطن على طهران تجدي نفعاً، فهي تشبه إِلى حدِّ بعيد المِنجل الذي لا يحشُّ حصاداً أَو السَّيف الملثُوم في ساحةِ المعركةِ.

   ٩/ يظنُّ أَعداء الجمهوريَّة الإِسلاميَّة في إِيران بأَنَّ الحصار والإِرهاب والقتل والتَّهديد سيفلُّ من عزيمتَها وبالتَّالي سيُجبرها على تغيير نهجها والقبُول بالشُّروط المُذلَّة التي يفرضها العدو للجلُوس إِلى طاوِلة المُفاوضات.

   إِذا قرأُوا التَّاريخ فسيُغيِّرون من نهجهِم هذا!.

   ١٠/ على كلِّ الأَطراف الإِقليميَّة والدوليَّة بذل أَقصى الجُهد لإِبعاد شبح الحرب في المَنطقةِ، لأَنَّها ستكون كارثيَّة، والعراق من أَشدِّ المُتضرِّرين منها لأَنَّها في منطقةِ البرزخ في هذهِ الأَزمات.

   ٢٢ أَيلول ٢٠١٩

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك