المقالات

١/١٠  اصلاح ومخاطر

1916 2019-10-12

رضا جوني الخالدي

 

في الأول من تشرين الأول لعام ٢٠١٩ خرجت مظاهرات شعبية في وسط العاصمة بغداد، بمطالب متعددة منها الخدمات، وتوفير فرص العمل ،وكان الهدف من المظاهرة حسب اراء سياسية هو اسقاط النظام، وادخال العراق في دوامة الحرب، نظمت هذه المسيرة من قبل نشطاء مدنيين، من مختلف المحافظات العراقية.

لم تستقر المظاهرات بل خرجت عن سياقها القانوني، وذهبت الى العنف والعنف المضاد، لم يكن بحسبان القوى الأمنية، هذا الحال، حتى استنفرت كل طاقاتها، للسيطرة على سلمية المظاهرة، لكن الأخيرة لم تهدأ وانطلقت شرارتها، بأيادي مدسوسة، دفع ثمنها المواطن العراقي، من رجال الأمن والمتظاهرين، وسقطوا شهداء وجرح اعداد كبيرة منهم.

في حين تنوعت المظاهرات في مناطق بغداد وانطلقت شرارتيها شاعلة اكبر منجم لأبناء هذا الوطن، حيث مدينة الشعلة، والحسينية، ومدينة الصدر، وحي العامل، مناطق اخرى، اضرمت النيران في مؤسسات الدولة، واحرقت الممتلكات العامة، وكأنها لم تكن ملكاً لهم، كذلك قتل فيها المتظاهر، وقتل فيها رجل الأمن، تخطيط لم يحدث كسابقة،

لكن سرعان ما فرضت القوى الأمنية حظراً للتجوال، وقطع خدمة الأنترنت، هدأت الأوضاع نسبياً في العاصمة بغداد.

لم ينته الحال كما هو عليه، اذ خرجت محافظة ذي قار، بمظاهرة شرسة، وكأنها متجوعة لألتهام مؤسسات الدولة، وليس لالتهام المفسدين فيها، واحرقت الدوائر، والمجالس المحلية، ومجلس المحافظة، حتى انها اخذت منحى اخر وأضرمت النار في مطعم، رافقت هذه الأحداث اشتباكات عنيفة، بين القوات الأمنية والمتظاهرين، مع وجود المندسين وبأعداد كبيرة، لم يكن بحسبان الحكومات المحلية، سقط الشهداء من طرفي العراق ومن الأم الواحدة من رجل الأمن وأخيه المتظاهر، نتيجة قلة الوعي الثقافي للمظاهرة، وعدم المبالاة بأن المندسين، هم سبب ذلك، فرضت الحكومة المحلية حظرآ للتجوال، وهداوا من روع القتل والقنص العلني الذي طال ارواح المتظاهرين وقوات الأمن.

في المقابل تظاهرت النجف الأشرف، والقادسية، وواسط، وميسان، لكنها كانت اقل عنفآ من العاصمة، و ذي قار ،

حتى جائت المرجعية برسالتها، على لسان السيد الصافي في خطبة الجمعة، بعدم التجاوز على الممتلكات العامة وحرقها، ولم يتركوا مجال للمندسين، كذلك اوصت الحكومة بأتخاذ الاجراءات، والقيام بأصلاحات حقيقية، واوصتهم بأختيار وتشكيل للجنة، والتنسيق بينها وبين المتظاهرين، هذه الخطبة اخذت حيز كبير واستطاعت التقليل من العنف.

لم تقف الحكومة مكتوفة الأيدي، سرعان ما تدخلت تدخلآ مباشر ،وعقدت الأجتماعات الطارئة والأستثنائية ،للسيطرة على هذه الحملة الكبرى ودعا رئيس البرلمان محمد الحلبوسي ممثلي المظاهرات، الحضور الى رئاسة البرلمان، للنظر وتلبية مطالبهم المشروعه والحقه، وحضر العديد من ممثلي المظاهرات، البرلمان وتمت مناقشة مطالبهم،  واوعدهم بأنه ستنفذ مطالبهم المشروعه، قدر الأمكان، وقال بأنه سوف ينزل بنفسه الى الشارع، أذا بقي الحال ما هو عليه.

كذلك عقد مجلس الوزراء اجتماعآ طارئاً، حيث عقدت الاجتماعات الطارئة،، واوعدت بتوفير فرص العمل للعاطلين، واعطاء، الرواتب الى العوائل الفقيرة، وارجاع المفسوخة عقودهم الى وزارتي الدفاع والداخلية، وتوفير قطع أراضي الى المواطنين.

كان ذلك من أهم قرارات مجلس الوزراء الذي عقد مساء يوم الجمعة، كما ظهر بمؤتمر اخر لوزير العمل والشؤون الأجتماعية، بأعطاء رواتب الى العاطلين لمدة ثلاثة أشهر بمبلغ ١٧٥ الف دينار، لحين توفير فرص عمل لهم،وكذلك ضم ٤٥٠ ألف عائلة فقيرة وشمولهك بالرعاية الأجتماعية.

هذه الأيام السبعة كانت ايامآ عصيبة مر بها العراق، التي راح ضحيتها ١٠٤ شهيد، و ٦١٠٧ جريح، هذا ما صرح به، المتحدث بأسم وزارة الداخلية الواء سعد معن، ومتحدثي بأسم وزارتي الصحة والدفاع، ولهذا اليوم الموافق ٧/١٠/٢٠١٩

 الأوضاع لم تهدأ تمامآ،كل هدوئها كان نسبياً، القوات الأمنية ورجالاتها والشعب، لم يتركوا فرصة للمتربصين، والمندسين، لتدمير هذا البلد العراق العريق، ولم يستطيعوا حتى هز هذا البلد، نسأل الله أن يحفظ العراق وشعبة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك