محمود الهاشمي
رئيس الفليبين دعا شعبه لإطلاق النار على الفاسدين !!
أكدت صحيفة (مانيلا بوليتين) امس بان الرئيس الفليبيني رودريغز دوتيرتي سمح لمواطني الفليبين بإطلاق النار على المسؤولين الحكوميين الفاسدين الذين يطالبونهم ب(الرشوة)وغيرها !
قد يكون الخبر غريبا ،وليس هنالك من رئيس دعا شعبه لإطلاق النار او استخدام السلاح ضد
مسؤول حكومي فاسد من قبل ،بل الجميع يطالب بالإجراءات القانونية وتقوية سلطة الدولة بالشكل الذي من خلاله تتم عملية القضاء على الفساد !
حالات الفساد في الفليبين تشمل حالات الفساد السبعة الإعفاءات الضريبية ، ومشروعات الأشباح وكشوف الرواتب ، أو تجنب أو تجنب المزاد العلني الذي يقدم العقود ، وعقود إعادة التوجيه ، والمحسوبية والمحسوبية ، والنقص ، والحماية ، والرشوة.
وتصنف على الرقم (١٠٥)في تسلسل الدول الفاسدة ضمن بيانات منظمة الشفافية العالمية !
العراق يصنف الأول او الثاني بالفساد الإداري او المالي ،والى الان لم نسمع ان رئيسا طالب العراقيين باسماع مسؤول حكومي جملة توبيخ
وليس لإطلاق النار !!
لاشك ان بلدا مثل الفليبين تعاني من أزمات مالية حادة وتعتمد على (١٢) مليون مغترب ليدعموا اقتصادها ،لكن (٣٠)٪ من الموازنة يبتلعها الفساد ،وادرك الرئيس الفليبيني ان جميع القوانين عاجزة عن ردع الفاسدين فحمل البندقية في يده كما عرضته الصحيفة ودعا مواطنيه لحماية أنفسهم من الفاسدين !
لاشك ان هذا العمل سيشيع الفوضى وسوف ترتكب جرائم تحت هذه الصلاحية !
نقول ان بلدا مثل العراق ،فيه جهات رقابية عديدة (مجلس النواب ،هيئة النزاهة،الرقابة المالية ،مكاتب المفتش العام إلى آخره. ) لكنها لم تستطع ان تعالج الفساد وغالبا ماتكون جزء منه !!
المواطن العراقي يوميا يلتقي بمسؤولين فاسدين ،سواء بالدائرة معه او اثناء ترويج معاملة او اثناء قيادته السيارة ويعلم انه محروم من الخدمات ومن السكن وفرص العمل
والكهرباء بسبب هؤلاء الفاسدين ،كما يراهم وقد اثروا على حسابه من حياة مرفهة ومنازل فارهة وأسفار وأملاك ووووالخ ويعلم ان الإقليم يسرق أموال النفط علنا ،وتذهب الى جيوب السياسيين وان البصرة تذهب ثرواتها وتسرق أراضيها !
كيف للعراقي ان يتصرف ؟
الجهات الحكومية جزء من الفساد والأحزاب تتسابق على الامتيازات ،فيما يعرض الاعلام بشكل يومي فواجع المواطنين وعرض الفساد وليس هنالك من يسمع !!
الله سبحانه وتعالى يعتبر ان الفساد احد الأسباب الرئيسية التي تدعو الى معاقبة الأمم(
وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)
المرجعية الرشيدة طالبت رئيس الوزراء السابق ان يضرب الفاسدين (بيد من حديد) ففضل ان يضرب الشعب على ان لايخدش وجوه الفاسدين ! أعقبه رئيس وزراء جديد وعندما رفع الكتل الكونكريتية استبشرنا خيرا وقلنا سيضرب بها رؤوس الفاسدين فخشي على رؤوسهم وألقاها في الصحراء ليغطيها التراب خشية استخدامها !!
الكتاب والمفكرون ورجال الدين والسياسة أكدوا ان (الفساد والارهاب)واحد ،ومثلما حاربنا الإرهاب لابد ان نحارب الفساد !
ليس من عراقي واحد يرجو خيرا من طبقة السياسيين فهم (واحد)ان قاموا وان قعدوا ،وامتلكوا من المال (السحت)مايكفي لتزوير اي انتخابات فيما يعتقدون جميعهم ان الشعب قد رضخ وتعب وان الفساد اصبح جزء من ثقافة الشعب فليس هنالك من يستنكره او يشجبه ،وان هؤلاء من اصحاب المنابر والأقلام والنخب المثقفة ملّوا الكلام وسيصمتون عاجلا أم آجلا !! ترى هل حقاً ان هؤلاء قد أمنوا الشعب ؟
https://telegram.me/buratha