المقالات

اسرائيل والطريق الى (الزوال)


محمود الهاشمي

 

لم يهاجم الاعلام العبري رئيس دولة امريكي مثلما هاجم الرئيس (الحالي) ترامب – حيث ُوِصف بـ(الخائن) و(طعن الكيان بالظهر) وذلك عقب اعلان ترامب انسحاب القوات الامريكية من سوريا!!

المحلل السياسي العبري شمعون شيفر اعتبر ان الانسحاب الامريكي من الشمال السوري بـ(اعلان طلاق امريكي لمنطقة الشرق الاوسط) ! كما وصف شلومو أفنيري وكيل الخارجية الاسرئيلية الاسبق والمحاضر في الجامعة العبرية ترامب بـ ( المختل عقلياً) وقال ايضاً (نجاح شخص مريض نفسياً في الوصول الى البيت الابيض يدل على تدهور الديمقراطية الامريكية)

الحملات الاعلامية المتواصلة حد كتابة هذا المقال من قبل الاعلام العبري ، لم تات جزافاً ، انما ناتجة عن قلق لا يقف عند حدود المخاطر والتحديات العامة التي من الممكن ان تتعرض لها اي دولة في العالم ، انما هي (تقرير مصير) فمراكز الدراسات الاسرائيلية دقت اجراس الخطر ان الظروف التي تشكل بموجبها (الكيان الصهيوني) قد زالت ، وجاءت ظروف لتغير كل المعادلات وتدعو اسرائيل ان تحزم حقائب السفر الى حيث الدول التي وردت منها ، فالاعلام الذي رسم لليهود يوماً عالماً سحرياً من الخرائط والامتدادات (والحياة الهانئة) و جعلهم يقدمون من دول شتى الى ارض فلسطين ليغتصبوا الارض ويستبيحوا دماء الابرياء من سكان البلد ، هذا الاعلام بدأ يرسم لهم مصيراً مجهولاً ، ويؤكد (ان اسرائيل محاطة بأعدائها من جميع الجهات) ويدعو الى اتفاقية امنية مع دول الجوار!!

لسنا معنين كثيراً بما تتصرف به الولايات المتحدة فهي دولة كبرى وتعرف كيف تتعامل مع الظروف الدولية بما يضمن مصالحها ، كما لسنا في صدد اسباب هروب الولايات المتحدة من الشرق الاوسط, وان كان الرئيس ترامب اوجزها بالقول (انفقت الولايات المتحدة ثمانية ترليون دولار في القتال في الشرق الاوسط ، وان الالاف من جنودنا ماتوا او اصيبوا بالجراح ، وان الذهاب الى الشرق الاوسط هو اسوأ قرار على الاطلاق في تاريخ بلدنا).

لا شك ان الرئيس الامريكي لم يقل كامل الحقيقة ، فهناك تحولات دولية كبرى حدثت بالعالم ، جعلت امريكا تتخذ مثل هذا القرار سواء في الداخل الامريكي او خارجه ولدي مشروع كتاب في هذا المجال انجزت منه الكثير !!

ومثلما انهارت الدول التي كانت (تابعة) الى الاتحاد السوفيتي ، وتلقت مصائر مختلفة من حروب وانقسامات وتدمير وضحايا وهجرات ، كذلك فان الدول (التابعة) الى الولايات المتحدة ينتظرها ذات المصير ، بعد ان وضعت جميع بيضاتها في السلة الامريكية.

ربما تكون اسرائيل الخاسر الاكبر في كل التحولات الجديدة فأذا كانت دول الخليج والاردن ومصر وغيرها قد فتحت نوافذ جديدة مع روسيا والصين وايران ، فان اسرائيل ليس لها من (نافذة) تطل منها على احد سواء من جيرانها او الابعد ، بعد ان ملأت سجلها بالالاف من جرائم القتل والارهاب والاعتداء على الشعوب والتآمر عليها ، ثم انها لا تمتلك مقومات دولة بل عصابة اغتصبت ارضاً وآن لها ان تتلقى مصيرها .. ان القلق الاسرائيلي لم يقف في حدود الخشية من حصار او نفوذ أو اي شأن سياسي أو اقتصادي لكن ضربة (ارامكو) جعلت المسؤولين الصهاينة يتساءلون (الهجوم على المنشآت السعودية بمثابة انذار لاسرائيل) كونه اخترق الدفاعات الجوية السعودية القريبة الشبه من الدفاعات الاسرئيلية ,ويمكن ان يكون مفاعل (ديمونة) هدفاً سهلاً في اي هجوم قادم ، خاصة وان اسرئيل هاجمت حزب الله واعلنت مسؤوليتها عن قصف مقار الحشد الشعبي في العراق ، ومنحته تبريرا للرد .

ان جميع التداعيات الامريكية الاخيرة في التعاطي مع الملف الايراني وخذلان جميع اصدقائها سواء بالرد المباشر او غير المباشر ، اوقف اسرائيل عند المنعطف الاخطر منذ تأريخ احتلالها لارض فلسطين ، فأسرائيل ترى في تفوقها العسكري في المنطقة ضمانا لديمومة بقائها ، وهذا (التفوق) بات غير ذي نفع حيث تتوالى الرشقات الصاروخية عليها من غزة ومن لبنان ، وتصل الى الابعد من مناطقها ناهيك ان خارطة فلسطين صغيرة جداً ، وبعض  حدودها تقترب الى (50كم)  فقط ، ثم ان الصهاينة يدركون جيداً انهم باتوا في منطقة (الخطر) لذا فأن اغلبهم يمتلك عقاراً اخر في البلد الذي نزح منه لأن وجوده على هذه الارض طارئ!!

نعتقد ان الصهاينة قرؤا عبارة دوري غولد سفير الاحتلال الاسبق في الامم المتحدة ومدير وزارة خارجيتها (أشعر انني كردي اليوم .. فأذا الامريكان تخلوا عن الاكراد فلماذا لا يتخلون عنا).؟

احد السيناريوهات المطروحة في (زوال اسرائيل) ان تبدأ بحرب اهلية ، حيث أكد المستشرق والخبير السياسي الاسرائيلي على امكانية اندلاع حرب اهلية في اسرائيل سواء بسبب الحلول الغير متوافقة في صفقة القرن أو في نتائج الانتخابات الاخيرة التي أفرزت عقداً يصعب فيها الى تشكيل حكومة ، وقد يصل الامر الى صدام عسكري !!

ان احد اسباب اندلاع الحرب الاهلية الاسرائيلية هو عدم التجانس بين الاعراق والاديان ، وان التظاهرات التي قام بها يهود (الفلاشا) رافقتها اعمال حرق وتدمير وهذا ينطبق على الصراع بين يهود الشرق والغرب ، ايضا ، وعلى الطبيعة العسكرية التي رافقت النظام الصهيوني والدعوة الى المدنية ، وشعور الصهاينة الدائمة انهم في خطر دائم بسبب اعتداءاتهم المتواصلة على الشعب الفلسطيني ...

ان اعلان السيد حسن نصر الله ، بانه سيصلي قريباً في القدس جاء عن رؤية دقيقة لمصير دولة الاحتلال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك