محمود الهاشمي
ان من اسوء أنواع العيش لدى الشعوب ان المرء لايثق بمن يحكمه!
تلك هي المرارة التي انتهى اليها العراقيون ،فقد ملّوا الهتاف والرقص والإنشاد لهذا الامير وذلك الرئيس ظنا منهم انه سوف يأخذ بأيديهم الى حيث السلم والأمان والرفاهية والاستقرار ،ولكن خاب ظنهم واستوت لديهم العناوين والاسماء .
مايجري في العراق جرى ويجري في دول عربية أخرى ،حيث ترى الشعوب انّ مالها نهبا للفاسدين ،واراضيهم بورا هجرها الفلاحون ومصانعهم خرساء عافها العاملون !!
هم يبحثون عن ربيع أسوة بالشعوب الأخرى فيخرجون ويتظاهرون ويحلمون ثم يعودون ليلا دون ادنى حلول ،فقد توقف العقل العربي عن التفكير منتظرا ان يأتي الحل من خارج الحدود!!
التحديات التي تمر بنا لها ما يشابهها في الدول الأخرى ،واستطاعوا ان يتجاوزوها وان يدوسوا على جراحهم وان يعبروا ،الاّ نحن فقد يبس عودنا وماتت جذورنا ونشف ضرعنا !
هل نحن حقا (أمة ضحكت من جهلها الامم) كما يقول المتنبي ؟
وأنا استمع الى خطاب السيد حسن نصر وهو يتحدث عن الشأن اللبناني وكأنه يتحدث عن الواقع العراقي فقد انتفت الفروقات في العالم العربي ،حيث طالب بعدم استقالة الحكومة لان لبنان تحتاج الى عامين حتى تشكل حكومة أخرى !! وطالب بعدم حل البرلمان لانهم لايستطيعون باستقدام الأفضل لانهم هكذا وفقا للواقع السياسي والطائفي بالبلد ،ورفض حكومة التكنوقراط لان الأحزاب السياسية الحاكمة ستسقطها بظرف أسبوعين باعتبار ليس لها غطاء سياسي !!
وإذا كانت وصايا السيد حسن نصر الله قد قالها جهارا فان الآراء والوصايا التي يتداولها القادة السياسيون العراقيون بشأن تطاهراتنا تشبهها جدا !
تبدو ان اجرام العملية السياسية في بلداننا العربية واحدة ،وأي مساس باي جرم ستفلت الأرض ومن عليها من المدار ويموت الجميع !!
ما لدى السيد حسن نصر الله من الم ومرارة بشأن هذه المعادلة السياسية لدى جميع القوى العراقية الخيرة والطامحة لمستقبل أفضل أسوة بالشعوب المتقدمة الأخرى،ولكن يبدو ان الرجل افقهُ اكبر من المرحلة ويرى ان من الضروري ابعاد (اليأس )عن صدورنا لاننا نؤمن برسالة الحسين ع التي تغلي بالنفوس وتصنع النصر وتقوي الإرادة !
السيد حسن نصر الله لم يتهم المتظاهرين بارتباطات وسفارات مع علمه بالدور الخارجي لذلك ،فهم خرجوا بحثا عن لقمة العيش ،ويدرك سماحته ان المخطط واضح
حيث ان الحكومة هي التي استفزت الشعب برفع الضرائب مثلما استفزت الحكومة العراقية الشعب العراقي بهدم احياء العشوائيات وإزاحة اصحاب البسطيات وإهانة اصحاب الشهادات ولم تعاقب فاسدا ،وفي زمن متقارب (زيارة الأربعين )!!
السيد حسن نصر الله لم يوجه كلمته للشعب اللبناني فقط إنما للمساحة العربية والإسلامية حيث أكد (ان حزب الله اذا نزل الى الشارع سيغير المعادلة) إذن المقاومة هي التي تمسك بخيوط (التغيير ) وليس هؤلاء الثلة من المنتفعين الفاشلين ،وهناك لحظة وزمن راهنَ عليه سماحته وهو تصاعد انتصارات المقاومة في لبنان وسوريا وفلسطين واليمن والعراق ،وأصحاب هذه الانتصارات هم الذين غيروا وسيغيرون المعادلة السياسية والاقتصادية والعسكرية بالمنطقة .
ان الانسحاب الاميركي والهزائم المتتابعة له ولأعوانه والتحولات بالمواقف وفقا للتحولات الأمنية والسياسية ستكون المرتكز للنهضة المقبلة ،والانسحاب الاميركي من المنطقة سيتبعه انسحاب وتراجع لعملائه ،وما الأزمات الأخيرة وفي ايامٍ (الاربعينية المقدسة)الا دليل الهزيمة والنكوص فقد أرادوا افشال مسيرة السماء الى كربلاء فأيدهم الله بالملايين فازدادوا عددا وعزما .لان (الحسين يجمعنا)
لن تخذل أمة فيها (نصر الله وانصار الله وحماس الله وحشد الله )
https://telegram.me/buratha