سعاد حسن الجوهري
لا يمكن انكار حاجة العراقيين لحياة حرة كريمة ليس منة من احد وانما بفضل خيراتهم التي حباهم العلي القدير بها. لكن للاسف كلما كثر الحديث عن هذه النعم كلما زادت معاناة هذا الشعب المظلوم جراء نقص الخدمات وضياع الحقوق وتعطل الامال ليس خلال سنة او سنتين وانما نتاج عقود تراكمت فيها فرص تامين حياة كريمة للعراقيين. وتوالت الانظمة وتعاقبت الحكومات دون ان يجد ابن الرافدين جوابا لسؤاله العريض (اين حقي؟). الجواب قد يحتاج ساعات وساعات لشرحه لكنه لا ينفي حقيقة ان الشعب لم يحصل حتى على جزء بسيط من حقوقه المشروعة. لكن ورغم الاحباط الشعبي من الاداء الحكومي والوزاري جراء خلافات الساسة تارة وعجزهم عن تلبية متطلبات الشعب تارة اخرى لا يمكن المرور من جنب جهود مخلصة مرور الكرام. فلو وضعنا جهود وزارة العمل والشؤون الاجتماعية على طاولة النقاش لوجدنا ان كادرها المتقدم متمثلا بشخص الوزير والفريق العامل معه ما انفك يواصل الليل بالنهار لشمول اكبر عدد من الاسر المتعففة والشباب العاطل والارامل والمطلقات براتب الرعاية الاجتماعية. حتى اصبحت اروقة الوزارة خاصة بعد موجة التظاهرات الشعبية الاخيرة تزدحم بمئات ان لم نقل الاف الملفات الخاصة بالمتقدمين. لا يمكن انكار ان الراتب المخصص قد لا يفي بجزء من متطلبات الحياة لكن الذي يمكن ان يذكر هو ان هناك مسؤول حكومي رفيع يعمل ضمن الاطار المحدد له او الحيز المتاح لابراء ذمته للقسم الذي اداه امام الشعب يوم تسنم المنصب. جهود كبيرة واستثنائية تجعلنا نرمي القلم الذي يشطب جميع الاسماء لنعلق الامل على ضمائر لا زالت حية.
https://telegram.me/buratha
