المقالات

أمانة بغداد أحرجت عبد المهدي

1303 2019-10-22

هادي جلو مرعي

 

يفتقد معظم المسؤولين الى الذكاء في الإدارة، والى الحكمة في التدبير.بعضهم يعتقد إن أسلوب عنترة بن شداد هو الأنجع، ولكننا في الحقيقة بحاجة الى أسلوب  شيبوب في التعامل مع عشرات آلاف المواطنين الذين يعملون على بسطيات في الشوارع التجارية وهم لايملكون سوى هذا الأسلوب البدائي للحصول على المال لمواصلة الحياة، وتلبية متطلبات الأسرة.فالمواطن ليس كالوزير والنائب والوكيل والمدير العام وكبار المسؤولين الذين يحصلون على العمولات، ويوقعون على طلبات، ويمضون عقودا ومقاولات تدر عليهم ملايين الدولارات، وحاشا أصحاب المناصب ف 99% منهم طيبون وشرفاء، ولم يحصلوا على أموال ومنافع، وهم يديرون شؤون الدولة على طريقة علي بن أبي طالب، ويعلقون لافتات في مكاتبهم مخطوط عليها وصايا ذلك العلي البليغ والأمين والناصح والعادل في حكمه للرعية.

عندما يحول المسؤول شعبه من رعية الى رعاع لاينجح في حكمهم إطلاقا.وغالب من يزعجهم هذا الكلام يملكون المال والنفوذ بعد أن كانوا يتغنون بالفجل وخبز الشعير، أو كانوا على مستوى من المعيشة في أزمنة سابقة لاتتيح لهم أن يكونوا مليارديرية في هذا الزمان، ومن الصعب أن تقول لمن كان جائعا في عقود مضت: عليك أن تخشى الله فلاتسرق، ولاتستغل منصبك، ولاتوقع العقود برشى كبيرة.

عندما يتم تحظيم آلاف البسطيات، وتدمير محال وأسواق في بغداد غير قانونية، وهي بالفعل غير قانونية فذاك أمر في غاية الخطورة يثبت إن المسؤول معزول عن شعبه، متكبر عليه، لايريد ان يفهم معاناته، وعندما يتقدم (الشفل) ليدمر تلك الأسباب التي تستر آلاف الأسر العراقية في بلد ينهبه المسؤولون السراق فإما إنه فاسد، أو لايقرأ واقع شعبه. فلاتوجد فرص عمل تتيح للناس وللشبان ان يعيشوا بشرف، فليجأون الى البسطيات ليعيلوا اسرهم، ويغطوا تكاليف معاشهم وعلاجهم ومدارسهم، وبقية الخدمات، ثم تخرج دوائر البلدية لتدمر ولتكون الظروف مواتية لإنتفاضة أصحاب البسطيات الموجوعين.

أنا متيقن إن إزالة البسطيات، وتدمير الأسواق الشعبية كانت عاملا محفزا لخروج المواطنين للتظاهر، وإذا لم يخرجوا فإنهم يساندون، وقد يشمتون حين يرون بعض الفوضى لأنهم مدمرون مهمشون.. العراق بحاجة الى مسؤولين من أصحاب العقول، وليس من أصحاب الجيوب.

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك