قاسم العبودي
في لقاء قديم من على شاشة أحدى القنوات الفضائية قلت ما نصه : أحذروا الشعب أذا غضب والفتــــنة أذا حيكت من خارج الحدود .
جميع الحكومات المتعاقبة على العراق بعـد عام 2003 لم تنجــح بـأدارة الـدولــة العراقـية أدارة ناضجة صحيـحة . فكثـيره هي المطبات من محسوبيـة , وأستفراد ببعض مفاصل الدولة , ونهب من قبل بعض الأحزاب , كل هذا أفرز شرخ طبقي داخل النسيج المجتمعي العراقي , وصلت تداعياته الى ما نراه اليوم من مظاهرات عارمة .
الدستور كفـل حق التظاهر , والقوانين رسمت مسـار التعامـل مع المتظاهـرين , لكن أن يقـتل الشرطي والمتظاهر في وقت واحد , هذه هي الفتنة التي حذرنا من تداعياتها . نحن نعلم جـيدا أن الشباب العراقي يعيش حالة بطالة وفقر مدقع , وبالمقابل هناك فئة تتنعم بخيرات البلاد والعباد بمعزل عما يجري في العراق .
هذه المتلازمة ( الموضوعة ) سمحت لبعض ممن باع نفسه للشيطان أن يركب الموجه لتحقيق مأرب شخصي ويفـرغ المسيرات المطالـبة بالحقوق من محـتواها القيـمي , وتجيـير( فوضى ) التظاهر لأجندات جلها خارجية .
اليوم معارضي الديمقراطية الحديثة في العراق في فرح وسرور , هناك تصعيدي أعلامي داعم للفـوضى , يقـابلـه أعـلام حكومي خـجـل , لايرتقي الى منصة من منصات التواصل الأجتـماعي . المفروض الأعلام الحكومي الرسمي يملأ الدنيـا ضجـيجا بفضح سراق المسيرات , وسراق مطالبات الشعـب في حقوقه التي سرقتها بعض الأحزاب الفاسدة .
الغريـب في هذه الفوضى اليوم , أنها تعـمـل على تدوير نفـس الخطاب التحريضي الذي رافــق جميع المظاهـرات , مما يـــدل دلالة واضحة على أن من يـدخل هـذه الفوضى الخلاقـة مع كل مســيرة مطـالـبة بالحــق هي نفس الجــهـة التـي تـروج للخطاب التحريضي على كل حكـومة منـتـخبة من الشعب وومثليهم .
أن لم تحـتوي الحـكومة مطالب الشـــعب بحزمة قرارات تمـس حياتهم فأعتقد أننا ذاهـبون الى فوضى كبرى قد لاتحـمد عقـباها , فضلا عن فتـح باب الــتـدخــلات الخارجية المسمـوم الذي يحاولون من خلاله عرقلة بناء الدولة العراقية .
رفقا بالشعب أيها المسؤولون فأنهم أبنائكم , وهم من أوصلكم الى دائرة صنع القرار . وأنتم أيها المتظاهرون الذين غابت حقوقكم , كونوا متحضرين جدا وأن تطالبون بحقـــوقـكم المشروعة , ولا تسمحـوا لأي كان أن يركب موجة مطالبــكم من أجـل خلق الفوضى والشغب وبالتالي تضييع حقوقكم التي تم التغافل عنها طويلا . اليوم حكـومة السيد عـادل عبد المهـدي مطالبـة بتطبيق وصايـا المرجعية المباركة التي رسمت خارطة طريق واضحة جدا .
فقد شخصت المرجعيــة الخلل , وأعطــت العلاج . فـلا لبس ولا تدليـس , فأن كـان السيد عبد المهدي مع المتظاهرين في حقوقهم فأن دعـم المرجعية واضح جدا , وأنا أعتقد أنه طوق نجاة . وأن كان ضدهم فأن الفوضى قادمة لا محالة .
https://telegram.me/buratha