علي عبد سلمان
ثمة من ينتظر الفوضى بجشع وشغف قاتلين لأنه يشعر أن الحواسم الأولى قد فاتته، من يريد اصلاح المنظومة السياسية التي حكمت البلاد فعليه ان يصلح نفسه، التيار الصدري وزعيمه ان خرج للتظاهر او لم يخرج، فهذا لا يعني مغفرة خطاياه السياسية والأمنية، والذي يتحدث بالابتعاد عن المحاصصة؛ فهو يكذب على نفسه وعلى جمهوره، وهو يرى ألخلل لكن فقط عند ألآخر؛ وينكر ألفساد لكن فقط بلسانه ويعمله بفعله، أنى لنا بإبن الأشتر، لينكس مصاحف لا حكم الا للاصلاح وينفذ عهد علي عليه السلام للصلاح في الحكم.
لكن ثمة حصيلة مهمة هي أن الاعلام الاصفر؛ الذي كان يختبأ خلف التيار الصدري، اصبح اعمى واطرش، امام هتافات كلا كلا امريكا..
منطقيا لو ان مقتدى الصدر ركب الموجة؛ فسيكون مكسب كبيرا للمتظاهرين، لأنه الوحيد القادر على اخراج الملايين من أتباعه كمتظاهرين، والدخول الى الخضراء واسقاط الحكومة، دون ان تطلق نحوهم رصاصة واحدة، ولكن ما حدث في كربلاء من حادثة غير مسبوقة، ورفع شعار كلا كلا امريكا، ازعج كثير من أتباع معهد الصحافة والسلام، المنعمين المرفهين بالمال الامريكي، الذين يتقاضون أموال السحت، لقاء ما يحدثوه من فوضى ودماء، وهكذا نجدهم وجهوا سهام شتائمهم واتهاماتهم نحو الصدر، فلو لم يرفع ذلك الشعار، لوجدتهم اول المرحبين به وبركوبه للموجة.
إن الذي ينفع العراق في هذه المرحلة هو إلاعتراف وألقبول والسعي لسن التشريعات ألعادلة،
فلقد انكشفت اللعبة يريدون إسقاط الحشد الشعبي المقدس في العراق وحزب الله في لبنان..
الخلاصة في موضوع السياسة، سؤال مؤداه؛ هل لنا القدرة على اكتشاف ما خلف الكواليس،
أو قراءة بعض المعادلات التي لم يتم الكشف عنها حتى الان، أو معرفة الظواهر العالقة ما بين الظاهر والباطن ..؟!
الحكومة ليست مثالية ونقص الخدمات لا ينكره احد وانتشار الفقر حقيقة واقعة والبطالة امر مؤكد لا نقاش فيه؛ لكن كل هذه المشاكل قديمة وليست جديدة، وخلال اقل من عام واحد من عمر الحكومة تحسنت اغلبها بشكل مقبول ان لم يكن جميعها، انتعاش الزراعة وحقول الدواجن ومشاريع بيض المائدة ومصانع المرطبات والعصائر والالبان الخ، فقط مع زيادة اعداد المشمولين بالرعاية الاجتماعية، تحسن الكهرباء واعادة العمل بمئات المشاريع الخدمية في المناطق المحرومة!
المشكلة الحقيقية التي تواجه عبد المهدي هي عدم استجابته للضغوط الأمريكية لإيقاف التعامل الاقتصادي مع ايران، ودعمه للحشد الشعبي واتهام اسرائيل بقصف مقراته، وزيارته للصين وتوقيعه اتفاقيات استراتيجية كبرى معها، وزيارته الى المانيا وعقد اتفاقية ب 14 مليار دولار مع شركة سيمنز!
وان سالوك عن العراق فقل هو بجمال يوسف وحزن ابيه وفساد اخوته
https://telegram.me/buratha