كندي الزهيري
اقتضت سنة الله في الكون أن تتميز كل مرحلة في حياة الإنسان: الطفولة والمراهقة والشباب والكهولة والشيخوخة ببعض المشاق والمعوقات، غير أن مرحلة الشباب تميزت عن المراحل كلها بالقوة في كل شيء، قوة الجسم وقوة العاطفة، وقوة العقل، وقوة الإحساس وغيرها ... وكلها من الطاقات المتوازنة التي أودعها الله في الإنسان، وحدد لها ما يحفظ لها أمنها وتوازنها وتناسبها بما يحقق أهداف الإنسان في الحياة، وما يحقق به سر وجوده على الأرض وتعميره لها.
وإذا كان الهدف العام لحركات الفعل الاجتماعي هو التوسع والانتشار في المجتمع بأفراد فاعلين، والهدف الخاص هو إيجاد رؤية موحدة وتقوية الفاعلين والتكوين، فإن الاهتمام بشريحة الشباب مسألة ضرورية، يفرضها الواقع المعيش المثقل بمخططات التغريب والانحلال والتقليد والتشويه والاستغلال السياسي. فلا شك أن حركات التغيير في العالم اتجهت ومازالت إلى الشباب لتجعل منه وسيلتها ومادتها، ومحل أفكارها، وإطار حركتها، ومن طبيعة الشباب أن يستهويه كل فكر ان لم يكن محصن. ويراوده كل أمل في التغيير، في هذه الحال، إذا فقد الشباب الهدف وإن أخطأ الوسيلة، تحول إلى طاقات مبعثرة تبدد في فراغ وتستهلك في غير محلها، وتنتهي إلى العبثية والعدمية وتدمير والتطرف ، في غياب محاضن ومواقع تحول دون انحراف الشباب الذي يولده الفراغ من الأهداف، والطاقات الكبيرة الهائلة التي يمتلكها الشباب، إذا لم نحسن توظيفها فسوف تكون عبئا على الدولة ، قد يؤدي به إلى ما لا يحمد عقباه وكنتيجة للإهمال.
وانطلاقا مما تقدم، فإن الشباب لابد أن يعيش الحقيقة وجوده وأهميته في الدولة ، بأن يحس الهزيمة ويتعرف على أسبابها ويستشرف النصر ويتعرف على أسبابه ويكون شريك في صنع القرار وصنع التاريخ ، وهذا هو معنى التاريخ، لأن ليس هو الهزيمة أو النصر في حد ذاتهما، وإنما التاريخ هو التعرف على أسباب الهزيمة أو النصر وحاجة الناس وكيف اجد حلول للمشاكل البلاد.
لكن لماذا الشباب بالذات؟ لأنه فئة مازالت على فطرة نقية، ولديها قابلية للالتزام، وتتوفر على قدرة الإبداع، وصدق من قال إذا كان بمقدورك أن تفكر، فليكن تفكيرك إبداعيا. وتشكل مرحلة الشباب أخصب مرحلة لتبليغ الفكرة الإسلامية ومقدرة على فهم الدولة ، وأهم وأوسع قطاع داخل المؤسسات الاجتماعية، وان الأمم في الإجمال تعول على الشباب في تجنيدهم للمعارك والبناء والفكر والإبداع والتطور ، وتعول على الشباب في تجنيدهم للتعلم والمعرفة وتعول على قواهم في أشياء كثيرة...على الحكومة ان تعلم بأن الشباب عنصر مهم، وبذلك يجب أن توفر له الجو النقي الذي يحسن لهم، وإيقاف محاولات جر الشباب إلى الهاوية.
أضف إلى ذلك أن مرحلة الشباب مرحلة يقظة وصحوة وقوة بين مرحلتي ضعف، تسبق إحداهما وتعقب الأخرى، فالشباب مرحلة بين ضعف الطفولة وقصورها وعجزها الذهني والبدني، وضعف الشيخوخة وعجزها لذلك يجب تنمية الذات وإعداد كامل للشباب ،وتحصينهم فكريا وثقافيا.
كما ان الشباب ليس خيرا محضا أو شرا محضا، الشباب عبارة عن الدم الفائر وثائر يجب التنبؤ الى خطورة هذه المرحلة واستيعابها ، عن قابلية اكتساب كل ما هو حديث، عن كائن إذا اقتنع بشيء ورآه جديرا بالاكتساب لا يتأخر عن التضحية بالنفس في سبيله، بغض النظر عما إذا كان ذلك الشيء سيئا أو حسنا، وقوة الشباب هذه مثلها كمثل حد السيف سواء، يستخدمه المجاهد في سبيل الله أو اصحاب الأجندات الخارجية ،والإعلاميين المهرجين اصحاب الكلمة تساوي دولار ..
ان الشباب كانوا وما زالوا هم الجيش العرمرم لرفع ألوية الخير والصلاح والوقوف يوجه الشر والإرهاب ، وهم أسرع اندفاعا من الشيوخ، وهذه الظاهرة لا تختص بعصر دون عصر، بل عمت العصور وشملت كل الدهور وخير مثال شباب الحشد الشعبي المقدس .
وإن القبائح الفكريه التي تنتشر اليوم في أرجاء العالم: الشباب هم أول المقبلين عليها، وهم الذين يزيدونها انتشارا ورواجا أكثر من غيرهم، في الحياة الاجتماعية أو السياسية التي يروج لها الإعلام او المواقع التواصل الاجتماعية.
أما عن حاجة الأمة إلى حكومة تستوعب الشباب وتنجيه من الانحراف بأشكاله المختلفة ، أن الشباب بدون تربية لا فائدة منه فهي حاجة سياسية لأن العلاقة بين السياسة والتربية تبادلية، وحاجة اجتماعية لأن التربية الاجتماعية السليمة هي التي تؤدي إلى تماسك المجتمع، وهي حاجة اقتصادية، لأن الشباب هو الثروة البشرية والطاقة الإنتاجية التي تحتاج إلى توجيه رشيد.
رسالتنا إلى من يهمه الامر:-
الله الله في شباب أخذ بيده من لا يحسن تربيته وتوجيهه، وكل ما يحسنه وعدم الزج في ظلمات والفساد والتخدير الفكري ومخططات الاستكبار ،أنهم سخروا الإعلام في العبث بشبابنا: عدة الحاضر وذخيرة المستقبل، وكانت النتيجة الحتمية والمنطقية صعود جيل خالي الوفاض، لا يملك قضية البعض وليس الكل، هذا لمن فكر شيئا،
ان العراق يحتاج تلك الطاقات ، لبناء نفسه وارجاع الحياة له ، إلى كل قائد سارع في احتواء الشباب ولا تجعل الإعلام البعثي والغربي والاستكبار يجعل من شبابنا وقود للفتن ، امانة الله في ايديكم فاحفظوا عليها قبل فوات الأوان ...
...
https://telegram.me/buratha