المقالات

الذين خانوا أبا بكر البغدادي

1488 2019-10-28

هادي جلو مرعي

 

وأخيرا إنتحر أبو بكر البغدادي وإنتحرت زوجتاه مع وصول القوة الخاصة الأمريكية الى مخبئه في إدلب شمال سوريا آخر معاقل الجهاديين الذين يتحصنون هناك مع مجموعات من المعارضة السورية التي تتراجع بإتجاه الحدود التركية الداعم الأبرز لتلك المعارضة.

إنتحر أبو بكر البغدادي بعد إنتهاء المعارك الرسمية ضد التنظيم الذي يقوده، والذي إحتل عشرات المدن والقرى في سوريا والعراق، وتنقل بتفجيراته وأحزمته بين مختلف بلدان الدنيا مسلمة، وغير مسلمة، وقتل عشرات آلاف الأبرياء، وغير الأبرياء، ودمر حقول نفط ومزارع وجامعات وأسواق ومدارس ومنشآت صناعية، وحول المسلمين الى مجموعات من الإرهابيين المفترضين، وعزز فكرة الإسلام فوبيا، وأنتج مشروعا مضادا للإسلام في غاية التطرف بدأ يهاجم الأقليات المسلمة ومساجدها ومراكزها في بلدان أوربا ونيوزلندا وأستراليا وأمريكا.

نجح البغدادي في تعزيز نفوذ الدول الكبرى في البلاد العربية والمسلمة، بينما جعل من سوريا والعراق ميدانا للحرب الطائفية، والتدخلات الإقليمية، وجعل لأمريكا وروسيا، ودولا أخرى مساحة كبيرة للتمدد، وترسيخ النفوذ من خلال الدخول المباشر بإدعاء حماية الأقليات، وتركيز نفوذ جماعات موالية، ونقل أسلحة ومعدات.

ساعد البغدادي في نشوء مجموعات عسكرية، وظهور أمراء حرب معادين له، لكنهم أثروا على حساب المال العام، وحصلوا على إمتيازات غير مسبوقة، بينما هجر الملايين، وجوع مثلهم، وأغتصبت وسبيت آلاف النساء، وتغيرت معادلات سياسية وأمنية وإقتصادية في المنطقة والعالم إستدعت المزيد من التوتر، والعمليات العسكرية والحروب الألكترونية، وإنفاق مليارات الدولارات، وإستنزاف ميزانيات دول، وعرضتها للإنهيار، والفشل، وزادت من إحتمالات المواجهة المباشرة بين مجموعات دينية وطائفية وقومية.

تبدو العملية الأمريكية الأخيرة للتخلص من عبء البغدادي محاولة لفعل شيء ما يعالج موقفا أمريكيا صعبا، وضيقا يعانيه الرئيس دونالد ترامب الذي يحاول الوقوف بوجه العاصفة التي تهدد إستقرار حكمه في البيت الأبيض، لكنها تشبه خيانة لحليف إستراتيجي لأمريكا في المنطقة عزز نفوذها، لكنه كان فرصة لأعدائها أيضا ليكونوا في القمة ويلعبوا لعبة النفوذ المتحرك.

الذين أكلوا وشربوا وإغتصبوا وسبوا، وحصلوا على مناصب ومليارات ومساحات نفوذ من دول وشركات ومنظمات وأفراد كلهم خانوا البغدادي، فهو حليف الجميع بإستثناء الفقراء والمساكين والمهمشين والمؤمنين الحقيقيين البسطاء الذين أذلهم وإنتهك حرمتهم، وأثبت إن أعداء الإسلام الحقيقيين هم أبناء الإسلام بقبليتهم وتطرفهم وعصبيتهم القبلية والمذهبية وغرائزيتهم المشينة ا

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك