أحمد العراب
حينما يتقابل العالم والجاهل في جدال آني، فإن الجاهل ينتصر والعالم يُفحم، ولكن حينما يكون الجدال في حيثيات ما سيكون فإن الغلبة للعالم لاشك ولاريب.
حيثيات ما سيكون هي من نصيب العالم لأنه رجل محنك خبر الدنيا واستفاد من عبر التاريخ لكشف سرائر المستقبل واستشراف خفاياه، اما الجاهل الرعديد فلا تتعدى بصيرته حلمة أذنه!
كان لسان حال السيد عادل يقول بقولة أمير المؤمنين عليه السلام عن غدر معاوية:
والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر ولولا كراهية الغدر كنت من أدهى الناس ولكن كل غدرة فجرة وكل فجرة كفرة ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة والله ما استغفل بالمكيدة ولا استغمز بالشديدة.
قال السيد عادل:
ان يحتكر فرد او حزب السلطة ويفرض ارادته على الشعب، او يأتي ملثمون ويغلقون جامعة من الجامعات ويكتبون على الابواب مغلقة باسم الشعب، او ان يقوم مدير مدرسة باخراج المراهقين الى الشوارع باسم الشعب، فهذا انحراف واحتكار وتصرف تعاقب عليه في النهاية السنن الالهية والبشرية، كما يعاقب عليه القانون ولا يمثل رأي الشعب.
يا فلان ان المستقبل ليس لصالحك ونحن اليوم نلقي الكرة في ملعبك فماذا سيحصل ان فشلت في احراز الأهداف؟!
اذهب انت وهادي واتفقا على تنصيب حكومة جديدة، وتحملا المسؤولية كاملة فيما سيجري!
او انشيء حكومة اغلبية سياسية (لا وجود لها حتى في الاحلام)
او اجمع ١٦٥ صوتا برلمانيا بمستوى تطلعاتك وفهمك للسياسة لاجل حل البرلمان.
او دع رئيس الجمهورية يثق بك ويسلمك رقاب الاكراد ويعلن حل الحكومة.
او قم بارضاء السنة فربما ينسون احداث الطائفية بعد سقوط نظام البعث.
ان أي محاولة لانشاء حكومة جديدة مستقلة خارج نطاق الأحزاب الحاكمة تحتاج من الوقت الكثير وحينها سيخلو العراق من أي استثمار وسوف يتهاوى اقتصاده وسنعود الى المربع الأول وانت من سيتحمل عبئ ما سيحصل.
تطالبون بعدم مشاركة الاحزاب الحالية الا من ارتضاه الشعب.
من سيعرف الاحزاب التي يرتضيها الشعب ؟
فالحريات والحقوق التي يجب ان تكفل للجميع لا تقررها اجتهادات شخصية، حتى وان كانت ستبرهن عن صحتها في نهاية المطاف. فصناديق الاقتراع هي الوسيلة الافضل للتعبير عن رأي الشعب شريطة ان نقترب اكثر ما يمكن من توفير كافة الشروط ليتطابق رأي الشعب مع نتائج الانتخابات.
هكذا كان الامر تاريخياً ولدى بقية الشعوب، وهكذا هو الان وبالنسبة للشعب العراقي.
فالشعوب ليست حالات هلامية او افترضية سيدعي كل منا تمثيله.
لذلك رفض امير المؤمنين عليه السلام بيعة في ليل.
ولذلك يجب ان تظهر ارادة الشعب واضحة جلية.
فاذا كان هناك استبداد فان الثورات هي الحل.
واذا كان هناك نظام ديمقراطي يوفر الوسيلة للتعرف على رأي الشعب فان صناديق الاقتراع هي الحل.
اما ان يحتكر فرد او حزب السلطة ويفرض ارادته على الشعب، او يأتي ملثمون ويغلقون جامعة من الجامعات ويكتبون على الابواب مغلقة باسم الشعب، او ان يقوم مدير مدرسة باخراج المراهقين الى الشوارع باسم الشعب، فهذا انحراف واحتكار وتصرف تعاقب عليه في النهاية السنن الالهية والبشرية، كما يعاقب عليه القانون ولا يمثل رأي الشعب.
ان افعالك أفعال المنحرفين.
وكفر بأنعم رب العالمين.
وانت لا تمثل برأيك هذا الا جهلك وغطرستك.
ولا يمثل رأيك الا من هم امثالك ممن اتبعك وليس رأي الشعب.
فسوف يأتي اليوم الذي يعاقبك به القانون وتعاقبك السنن الإلهية.
فذلك جزاء من جهل وتقحم فيما لا يعيه…
…
فبهت الجاهل وانتصر العالم.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)