المقالات

خسرتم القلوب فخسرتم المعركة

1282 2019-11-02

هادي جلو مرعي

 

سهل جدا التفريق بين التظاهرات بوصفها فعلا شعبيا جامحا نتج عن حرمان كبير عاناه الشعب، وإهمال غير مبرر من منظومة الحكم لهذا الشعب ماأدى الى أن يتحول الى مارد لاتنفع معه اساليب الترغيب، ولاالترهيب، وبين التظاهرات بوصفها فعلا نتج عن مؤامرة، وتحضيرات خارجية مطولة. لكن هل ينفع الحديث عن نظرية المؤامرة؟ بالطبع لا، وسيواجه من يتحدث بالأمر بسخرية وإستهجان وقد يهان. فلو قلت ذلك لقيل لك: ولماذا تركونا لنكون جزءا من مؤامرة؟ هذا يعني إن الذين خرجوا الى التظاهر، وهم فئة إجتماعية كبيرة هم جزء من المؤامرة، وبالتالي فالمؤامرة صارت رغبة شعبية، وهناك حجب للإسماع عن سماع كل تبرير وشرح. بل وإن هناك من لم يعد يقبل بالحلول التي تقدمها الحكومة، وهناك عدم ثقة كاملة، وهناك إنسداد في الأفق السياسي، فماهو الحل؟

خسارة القلوب مشكلة تحدثنا عنها طوال خمسة عشر عاما عبر التلفاز لمئات المرات، وعبر آلاف الأعمدة الصحفية، قلنا لمرات: لاينفع هذا الأسلوب في الإدارة، ولاإهمال الشعب بهذه الطريقة، ولا أن ننشغل بالقتال والنزاع والمنافسة عنه فأصبحنا مثل أب يكرس وقته للعمل، ويهمل اسرته الى ان يكتشف أنها خرجت عن المسار الذي يتوخاه ويريد، ولايعود قادرا على إستعادة الأسرة. هكذا يبدو حال النظام السياسي الذي نسي الشعب ومافيه من أمزجة وأهواء وأحلام ورغبات، وظل يريد منه أن يفكر برد الدين لمن عاشوا محنة التجربة، وواجهوا التحديات الماضية، ونسي إن الشعب هو أجيال تترى وتنسى وتفكر في المستقبل. فلافضل لأب حين يطعم صغاره، ولكنهم حين يكبرون تترتب عليهم إلتزامات مماثلة للتي يؤديها ذلك الأب عندما يكون الأبناء صغارا.

تجاهلتم طموحات الشباب، وإن الشعب ليس شكلا واحدا من الدين والمذهب والعرق والفهم والثقافة والنظرة الى الحياة، فمن يقد دولة يجب أن يلتفت الى إن فيها الوعاة والرعاة والدعاة والجياع والشباع والمرضى والأصحاء والفقراء والأغنياء، وفيها الجامح وفيها الطامح وفيها الساخط وفيها الراضي، وكل هولاء بحاجة الى من يبتكر الأساليب لإرضائهم وإشباعهم وإلا ثاروا عليه وكرهوه، وتمنوا الخلاص منه.

خسرتم القلوب، فخسرتم المعركة.

ــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك