سعاد حسن الجوهري
منذ طفولتي وانا معجبة بحكمة تقول (احذر الحليم اذا غضب). كنت اتملى عرفان ودراية من قالها. حتى تجسدت لي كحقيقة واقعة في ثورة اكتوبر العراق. حشد من الفقراء الذين يأسوا من وعود الساسة يسحبون الاغنياء من بيوتهم واعمالهم والطلبة من مدارسهم ومعاهدهم وكلياتهم والاطباء والتدريسيين والمثقفين وغيرهم الى ساحات الاحتجاج الوطني في بغداد والمحافظات. انقلاب بكل ما تحمله الكلمة من معنى ضد ١٦ عاما من الاجحاف والفساد وهدر الاموال وكثرة الوعود والاحزان والاوجاع. ساسة عاشوا الترف فكانوا يظنون ان الفساد والسرقات والنهب والسلب المنظم للوطن ومقدراته لا يمس الطبقة المتوسطة والفقيرة ، كما إن الفساد في المنظومة التعليمية والصحية والاجتماعية لا يمس الطبقة المتوسطة والفقيرة ، فأي الطبقات يمس كل ذلك ؟؟؟
في الوطن لا يوجد سوى طبقتين فقط فقراء يزدادون فقرا وأغنياء يزدادون ثراء ،
وحكومتنا ـ بجهودها المبرمجة ـ قامت بتقسيم طبقة الفقراء إلى طبقات ( فقراء لا يجدون هواء للتنفس ، وفقراء بالكاد يتنفسون) . والطبقة الثانية هي الأغنياء الذين ترتبط مصالحهم باستمرارية النهج السائد من قبل الحكومة والنظام وهي تتأثر إيجابا بكل ما يحيط بالوطن من فساد ونهب وسلب للوطن ومقدراته لتزداد ثراء.
هذه الطبقة لا يعنيها من الوطن شيئا إلا بالمقدار الذي يحقق لها المصلحة المادية. لكن ورغم هذه المعادلة الظالمة حان الوقت لان يقول الفقير كلمته ويصول الشعب صولته. لقد حان الوقت ليعي السياسي المترف بالاموال والقصور والمنتجعات حقيقة الوجع العراقي. ليشعر بالخوف ولا يبقى هو في واد والشعب في واد آخر. في ميدان التحرير ها هي تكتك الفقراء تكتسح جكساراتهم. ها هي صرخة الشعب توقظ ضمائرهم ان كانت باقية بالفعل. ها هي عزيمة المتظاهرين تشعرهم بالهوان. لانهم تجاهلوا ١٦ عاما معاناته. وما القادم الا اشد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
