نعمه العبادي
- لا تزال الاسطوانة المشروخة المتعلقة بعدم وجود قيادة للتظاهرات تكرر من قبل البعض، ولا ادري ماذا يختلف في شرعية واهمية التظاهرات، فهل القيادة هي التي تمنح الشرعية ام ان الافراد هم الاصل في شرعية هذا النشاط، اتمنى ان يفهم الكثير ان مرحلة التنظيمات المنضبظة والجمهور المؤدلج قد اصبحت ماضيا وان هناك صعود كبير للفردية في كل مناحي الحياة، فالجمهور الآن مثل جمهور كرة القدم يجمعهم موعد اللعبة وموقع المباراة والباقي لكل منهم شأنه، ومع ذلك يتحركون بفعل جمعي تضامني.
- ان قراءة المشهد قراءة تجزيئية يضر بالفهم الدقيق لما يجري، فالتوقف عند حالة هنا وسلوك هناك في تقييم وضع بحجم التظاهرات الجارية امر غير صحيح، والمجمل ينتج ان هناك شعب غاضب من جراء تراكم الاوضاع ويأسه من التغيير، اوصلته عدة مدخلات تضافرت في نقطة معينة مثل نقطة تناغم الرنين التي قطعت الجسر الحديدي تحت اقدام الجنود، وهذا التلاقي قد يكون مخطط له عند البعض لكنه عفوي عند الاغلب.
- ما من شك ان حدث بحجم ما يجري في العراق يكون بعيدا عن ايادي التوظيف المغرضة الداخلية والخارجية، وان كل هذه الايادي تريد جر السلوك التظاهري لصالحها، وقد يكون بعض ما يجري استجابة مقصودة لتلك الايادي وقد ينساق البعض دون وعي لخدمة تلك الاغراض، والمهم ادراك ان ترك الامور تطول دون حسم مرضي سوف يزيد من فرص تاثير تلك الجهات ويعمق من الاثر الذي توظف الجمهور لاجله، وتبعا لذلك يعقد الحل ويصعبه.
- الجمهور العام يطالب بسقوف للتغيير وليس لديه تصورات غير محددة لهذا التغيير، لذلك لا يتصور البعض ان هناك مراقبة دقيقة للخطوات التي يتم طرحها تتناسب معها حركة التظاهر قوة وضعفا، بل ان التظاهرات تنتظر حدث يشكل خطوة مؤثرة في المشهد تشكل قناعة تدريجية بان الامور متجهة للاستجابة وهذه الخطوة هي التي تمتص زخم التظاهرات وتسحبها للتهدئة تدريجيا، لكن ينبغي الحذر من الارتدادات العكسية التي قد تعيد الامور اسوء مما هي عليه.
- يتصور بعض الشباب قصورا ان خلق احتكاكات واقتحامات جزئية في هذا القاطع او ذاك ضرورية لزيادة فاعلية التظاهر، وهو امر مخطوء ويحمل الآخرين وزر هذه التصرفات لان الجانب الحكومي وهو محق في ذلك يفسر مثل تلك الاحتكاكات انها مظاهر للجهات المغرضة المندسة في التظاهر ويرد عليها انطلاقا من هذا الفهم، لذلك ارجو ان يفهم الجميع ان الامر لا يحتاج لمثل هذا الاحتكاك وهذه الافعال تضر ولا تنفع، فالرسالة واضحة وصريحة ولا تحتاج اي اثارة، كما ان على المتظاهرين ان يدركوا ان الاعداء لن يتسللوا من الممارسة السلمية وانما يتسللون من الحالات العنفية ومناطق الصدام.
- على جمهور المتظاهرين ان يلتفتوا جيدا الى كل الرسائل التي تصدر عن التظاهرات سواء كانت لافتة او مطلب او شعار او اغنية او حتى سلوك حركي، ويعرفوا ان الافعال السيئة هي الاكثر للظهور والسطوع وان الكلمات المغرضة هي الاكثر للانتشار لذلك لا بد من تحصين التظاهرات بسلوك جمعي تضامني يركز على الوطن وحقوقه وسيادته وكرامة اهله وحق الجميع في العيش الآمن فيه والمشاركة العادلة في الثروك والسلطة، وينصرفوا عن كل ما عدا ذلك.
- من المهم ان يكون وعي الجماهير مدرك لحقيقة ان الوضع السيء الذي يتظاهرون ضده هو حاصل جميع اخطاء يتحملها رهط طويل بعضه ما قبل ٢٠٠٣ واكمله وضع ما بعد ٢٠٠٣ وان تحميل المسؤولية ينبغي ان يكون عادلا وعاقلا وذكيا، فالكثير يريد التنصل عما فعل ويلقي اللوم على غيره.
- اخيرا على الجمهور ألا ينتظر حلولا من جهات منتفعة بطريقة تجردهم مغانمهم، فالكل يفكر ويدور حول نفسه بحثا عن مخارج تضمن له جزء مقبول من غنيمته، وتكفل عدم حصول مخاوفه وقلقه، لذا فإن المثابرة والمرابطة والصبر والسلمية والانتظام والحكمة والتركيز على الوطنية هي الكفيلة بالزام الجميع بالاستجابة التي تحقق قدرا معقولا مما ينشهده الجمهور.
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)