علي عبد سلمان
يا للحسرة
لقد افنينا اعمارنا في الطائفية "المقيتة" وجاء ابناؤنا ليعلموننا المواطنة الحقة، لقد اتضح لي ولابناء جيلي ممن لسعتهم نيران الحرب ان الطائفية محض هراء لا أساس له، لقد ابصرنا بعد عمي، ورأينا الحقيقة في تلاحم فلذات اكبادنا في ساحة التحرير، واما ما سبق فكله كذب وتزييف مارسته الاحزاب علينا لتثبيت سلطانها، لقد اتضح لي ولأقراني ان صدام حسين لم يكن طائفيا، وان دولته التي اختار رجالات الخط الأول والثاني والثالث فيها من طائفته حصرا انما كانت دولة عدل، اتضح لي أيضا أن من اعدمهم صدام او ساقهم في قطعاته الامامية الى الحرب عنوة او دفنهم في مقابر جماعية لم يكن ذنبهم انهم شيعة!
لقد اعدمهم صدام لانهم ينافسونه على الحكم، لقد نافسه على السلطة رجال الدين وطلبة الجامعات والجنود المكلفون والعمال الكسبة، نافسه هؤلاء هم واسرهم بنسائها واطفالها وحينما اعدمهم وروّع من بقي منهم حيا وطارده في الافاق فإنه كان يحمي نفسه والسلطة من هؤلاء الذين يصادف ان اغلبهم شيعة خلال 40 عاما من حكمه!
لا بد لي ان اعتذر من ابنائنا في ساحة التحرير، اغفروا لي ايها الوطنيون شكوكي السابقة، لقد كنت جاهلا بالآخر ولم اك عارفا مدى رحمته وحبه لي، اتضح لي ايها الوطنيون ان الزرقاوي انما كان مقاوما، وان استقباله في بيوت اخوتنا في العراق انما كان بدافع مواجهة الاحتلال، اما اعلانه الحرب على الشيعة فانما كان استهدافا لاعضاء مجلس الحكم والجمعية الوطنية وحكومة علاوي، هو لم يقصد كل الشيعة كما كنت اظن!
هو كان يقصد الاحزاب ورجال الدين والقوات الامنية وكل من شارك في الانتخابات، وحتى لو كان يقصد كل الشيعة، من المؤكد انه يعرف المصلحة اكثر من هؤلاء الذين لا يتقنون غير اللطم، لقد نصحه وناصحه الشيخ عمر حديد، والشيخ عبد الله الجنابي، وهؤلاء كانوا من احرص الناس على الوحدة الوطنية لا شك في ذلك!
اتوسل بثوار ساحة التحرير الابطال، ان يسامحوني على خطأ الطائفية، لقد اعمت السيارات المفخخة بصيرتي، ان كثرة تلك السيارات، وتناوبها على قتلنا يوميا على مدى عقد ونصف، جعلنا نخطأ بحق اخواننا، لقد اتهمناهم بأن هذه السيارات المفخخة من اعدادهم لغرض ابادتنا، يا لغبائنا، لقد جاءتنا هذه الفكرة الغبية فقط لان السيارات انطلقت من محافظاتهم ومناطقهم وصادف ان اكتشفنا تصنيعها في بيوتهم وورشهم!
لقد كنا حمقى، فهذه السيارات اتت من ايران، واتت بها احزاب السلطة الشيعية لكي تقنعنا بالطائفية، حتى لو هاجمت السيارات هذه قادة هذه الاحزاب ومقراتها فذلك من أجل التشويش فقط، نعتذر لابطالنا في ساحة التحرير عن هذا الخطأ الذي كشفوه لنا!
ارجوكم يا ابطال جبل احد، يا صاعدي المطعم التركي، اغفروا لنا خطيئتنا، لقد كنا طائفيين، لم يكن عمر محارب الجبوري او حامد الزاوي او مناف الراوي او حذيفة البطاوي سنة كما اعتقدنا، لقد كانوا اطلاعات ايرانية كما اتضح لنا لاحقا، وما تكفيرهم للايرانيين والشيعة العراقيين الا غطاء استغلوه لتحقيق مآرب طهران، لقد قتلوا آلاف العراقيين بالانتحاريين والعبوات والهاونات والسيارات المفخخة من أجل اقناع الشيعة بالطائفية، لكن هذا الزمن انتهى، وبفضلكم يا ابطال التك تك فقد عرفنا ان تنظيم القاعدة ومجلس شورى المجاهدين وحلف المطيبين ودولة العراق الاسلامية لم تكن سوى واجهات ايرانية مخابراتية!
العفو عند المقدرة يا ابطال جسر الجمهورية، لقد كنا طائفيين اغبياء، نشكك بشركاء الوطن، وانتم من ازحتم الزيف من عيوننا، لقد اتهمنا شركاءنا بأن داعش خرج من بين ظهرانيهم، وان مجزرة سبايكر ومجزرة بادوش ومجزرة سنجار كانت استهدافا لطوائف واديان بعينها، لقد كنا مخطئين ونعترف بذلك، اما ابو بكر البغدادي وحجي بكر وابو عبد الرحمن البيلاوي وابو مهند السويداوي وابو مسلم التركماني وابو علاء العفري وابو فاطمة الجحيشي لم يكونوا سنة كما ظننا، بل كانوا حلفاء لايران اتت بهم الأخيرة لكي يهيمنوا على ثلث العراق ونصف سوريا، ولكون الفرس اغبياء مثلنا نحن الطائفيين فقد انفقوا المليارات من اموالهم والمئات من رجالهم والالاف من حلفائهم للقضاء على داعش التي صنعوها!
تكرموا علينا بالغفران يا ابطال ساحة التحرير، لقد اخطأنا حينما اصبحنا طائفيين، أن من يقف معكم تحت نصب الحرية اليوم لا ينال من وطنيته انه كان داعشيا قبل سنتين، ولا ينال من شرفه تربصه باحزاننا وآلامنا الى درجة السخرية من ضحايا تدافع زيارة عاشوراء الاخيرة، ولا ينال من ايمانه بالمواطنة كونه ساهم في تهجيرك قبل 15 عاما، او انه ساهم بقتلك في السيطرات الوهمية على الطرق السريعة، او انه ساهم بتفجير مرقد مقدس لديك، كل هذا لا يشكك في موقفه منك تحت نصب التحرير، ولا سبب يدعوك للشك في نواياه يا بني، لقد اخطأنا نحن فاقبلوا اعتذارنا!
https://telegram.me/buratha