المقالات

حمار في السلطة  !

2204 2019-11-15

علي عبد سلمان

 

يذكر الدكتور جواد هاشم أحد الوزراء في عهد احمد حسن البكر في كتابه ( مذكرات وزير عراقي مع البكر وصدام ) في الصفحة 95 منه مايلي :

استدعاني في ظهيرة أحد الأيام رئيس الجمهورية.

توجهت إلى القصر الجمهوري  ، وقيل لي إن الرئيس منشغل بتسلم أوراق اعتماد سفير إحدى الدول الأجنبية

وأنه سيقابلني بعد نصف ساعة 

وأشير علي بالانتظار في مكتب حامد الجبوري وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية  .

دخلت المكتب فوجدت فيه وزيرين آخرين هما الدكتور أحمد عبد الستار الجواري وزير التربية ، والفريق حماد شهاب التكريتي وزير الدفاع وعضو مجلس قيادة الثورة

ويبدو ان الجواري وشهاب كانا في حديث عن محافظات العراق .

سمعت شهاب يقول للجواري إن جميع سكان المنطقة التي تقع بين المحمودية وجنوب العراق هم ( عجم ) ولابد من التخلص منهم لتنقية الدم العربي العراقي .

استغربت لكلام حماد شهاب وقلت له  : فريق حماد ، أنا من مدينة عين التمر التابعة لكربلاء  ، وحامد الجبوري من مدينة الحلة  ، فهل يعني أننا ( اعجميان )  ، أم أنك تقصد شيئا آخر  .

تردد شهاب في الإجابة وتدخل هنا الجواري محاولا ( تصحيح ) ماتفوه به شهاب  .

بلغ بي الانزعاج حدا أني تناولت ورقة من مكتب حامد الجبوري وقررت تقديم إستقالتي من الوزارة .

كتبت استقالة من سطرين  ، وتوجهت إلى مكتب سكرتير رئيس الجمهورية بانتظار مقابلة البكر .

لم يطل انتظاري  .

دخلت على الرئيس وعلى محياي مظاهر الامتعاض  ، بادرني الرئيس بالسؤال عن سبب امتعاضي  ، فأخبرته بما حصل  ، وقدمت إليه الاستقالة  .

قرأها الرئيس ثم ابتسم وأردف قائلا : ألا تعرف حماد شهاب  ، آنه رجل بسيط لايفهم من أمور السياسة شيئا  ! ! !

 - ولكنه ياسيادة الرئيس عضو مجلس قيادة الثورة .

فإذا كان هذا منطق عضو في أعلى سلطة في البلد ، فكيف يمكن للعراق أن يتقدم  ، ألا يعكس قول حماد شهاب اتجاها خطيرا لمسيرة الحكم  .

ضحك البكر  ، وقال : دكتور ، لايمثل حماد شهاب أي اتجاه ، حماد حمار  ، ثم مزق الاستقالة.

ماذا نستنتج من ذلك  ؟

 1 )  أن نظرة من كانت بيده السلطة في تلك الفترة ومابعدها لأبناء مناطق عدة من العراق هي نظرة عنصرية وطائفية بغيضة  ، وهي النظرة التي استمرت وأسست ورسخت لما حدث من مآسي كارثية وويلات على بلادنا وشعبنا .

 2 )  اذا كان حماد شهاب في أعلى مراكز السلطة وهو عضو مجلس قيادة الثورة ووزير الدفاع  ( حمارا ) حسب ماوصفه به البكر ..... فكم حمار غيره كان في السلطة ساهم في الكوارث التي حلت بالعراق وشعبه ؟

لك الله ياشعب العراق من حمير تسلطت وتحكمت بشؤون البلاد والعباد.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك