المقالات

الشباب ودورهم في نهضة الامم


السيد محمد الطالقاني

 

للشباب أهمية بالغة و مكانة خاصة لا يعرفها إلا أصحاب العقول ، فهم  زهرة  وصفوة وقرة عين المجتمع , ونعمة الشباب هي من أجلِّ النعم التي كرمنا  الله تعالى بها .

 ان الشباب هم الاساس الذي تقام  عليه المجتمعات القوية وأسس التقدم والتحضر  , وهم القوة الخارقة التى تنهض بها المجتمعات وترتقي بها  بين الأمم الأخري, وان أكثر المجتمعات وأشرفها مستقبلا هى أغناها شبابا. 

واننا إذا أردنا أن نعرف مستقبل أي أمة فلننظر  إلي شبابها واهتماماته ، فإذا رأيناها  امة  شبابهاً متديناً فمعناه انها أمة جليلة الشأن قوية البناء ، فالشباب هم  السباقون  إلي قبول الدعوات الإصلاحية ومواجهة  الباطل والاسرع إلي قبول الحق لانهم ليس لديهم أطماع في الحياة.

وإذا رأيناها امة  شبابهاً هابط الخلق ، يتساقط على الرذائل منحرف بسلوكه مسيطرة عليه النزوات  فمعناه انها أمة ضعيفة مفككة ، سرعان ما تنهار أمام عدوها ومصيرها الهلاك والزوال ، فلا قيمة لمجتمع شبابه منهمك في اللذات وليس لديه  قدرة له على تحمل المسؤوليات والقيام بالواجبات.

لذا فان  فالحضارة والتقدم مرهونان بوجود الشباب القوي الواعي للقيم الاسلامية الحقة القادر علي تحقيق أمال نفسه ومجتمعه.

وقد  إهتم الإسلام بالشباب إهتماما عظيما لأنهم عصب الأمة ورجالها ,وقد قامت النهضة الإسلامية  على أكتافهم وسواعدهم وبذلوا من اجلها  الغالي والنفيس  وجاهدوا في سبيل لله حق جهاده  وكان لهم  مكانة عظيمة في بناء الأمة والرقي بحضارتها في مختلف المجالات علميا وثقافيا وفكريا  وعسكريا وتمت علي أيدي الشباب المسلمين فتوحات تعجب  لها التاريخ.

وقد ذكر لنا التاريخ صورا رائعة للقيادة الشبابية الرسالية  فيوسف (ع)  ذلك الشاب الذي آتاه الله العلم والحكمة عندما بلغ أشده ، وأصبح الفتـى ، القوي ، الصابر ، الصامد أمام عواصف الشهوة ، والإغراء بالجنس ، والاغراء بالمال والجاه ، وأمام ضغوط الاضطهاد ، والقمع ، والمطاردة ، والتهديد بالسجن ، والنفي ، والفتى الثائر ، المكسر لكل القيود ، وأغلال العبودية ، وأغلال الشهوات وأغلال المجتمع الفاسد.

وموسى (ع) ذلك الشاب  الذي عاش في أحضان البيت الفرعوني ، بيت  الطاغوت والجبروت والتـرف والجاه والدلال حيث اتخذه  فرعون ولداً له, لكنه (ع)  بقي متمسكاً بجذوره الرسالية  ،فكان  يتجنب معونة الظالمين ، وينتصر للمظلومين ويدافع عنهم ، ويَمُدُّ يَدَ العَونِ والمساعدة للضعفاء والمحتاجين ، وكان يتحمل الآلام والمعاناة والمطاردة والهجرة من أجل ذلك ،.

ويوم الطف كانت هنالك صورا رائعة لدور الشباب الرسالي الواعي حيث دور علي الاكبر (ع) والقاسم (ع) فهولاء شباب  تركوا  الدنيا ومافيها  واقبلوا يتهافتون على ذهاب الانفس في سبيل احقاق الحق وكشف زيف الباطل.

وفي عراقنا اليوم شاهدنا شباب المرجعية المؤمن الواعي كيف انهم  لبسوا القلوب على الدروع وتسابقوا على المنية من اجل الحرية والكرامة وهم يلبون فتوى الدفاع المقدس .

واليوم نرى الشباب الواعي وهو يقود ملحمة التغيير بالقضاء على الفساد والمفسدين في اكبر معركة بين الحق والباطل , لذا ايها الشباب الواعي يامن حيرنوا العالم بمعجزة الاربعين, إن المسؤولية الملقاة على عاتقكم كبيرة، وخاصة في مثل هذا الظرف الذي يعيشه عراقنا الجريح ،فيجب ان تكونوا حذرين من الأفكار الهدامة حتى ولو كان ظاهرهاً الصلاح والإصلاح , وانتبهوا  إلى عظم المسؤولية الملقاة على عاتقكم  تجاه دينكم وأمتكم،واعملوا واجتهدوا فنهضة الأمة لن تقوم إلا على أكتافكم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك