المقالات

إحذر أنت في العراق

1113 2019-11-18

هادي جلو مرعي

 

في لحظة قد ينسفك أي أحد لعبارة قلتها وأسيء فهمها، وحتى في إطار التحليل السياسي قد يتهمك البعض إنك ممول من جهة ما، أو سفارة، أو شخصية ما، البعض يفعل ذلك لأنه لا يجيد عمله فيضطر الى مهاجمة من يجيد مهنته، ويؤدي مهمته، فينتقص منك، وربما وصفك بأسوأ الصفات، وقد تكون ضحية إنفعال جمعي فيتم الترويج لفكرة إنك شخص سيء، ومعاد للقضية الوطنية، ولو قضيت عمرك كله في خدمة الوطن، وقضايا الإنسان فلن تسلم من ألسنة الناس، وتعليقاتهم البذيئة والجارحة والمتهمة لك بأبشع التهم، ربما هذه هي طبيعة الناس، فالبعض يغار منك، وقد يحسدك ويؤذيك لأنه يتوهمك في أحسن حال، فقد يرى نجاحك، لكنه عمي عن عذابك، فلايراه، ويجهل الحقيقة كاملة عنك.

حذرك مهم جدا، وأنت في العراق، فقد تتحول الى خائن وعميل وممال ومتملق مع إنك لم تزر سفارة إقليمية، ولاعربية، ولم تقبض دولارا واحدا لا من أمريكا، ولا من السعودية، ولا من قطر، ولا من إيران، ولم يعرف عنك إنك من عشاق السجاد الإيراني، ولا من متذوقي الكبسة السعودية، ولا من المتلهفين لتذوق الكنتاكي الأمريكي، وبرغم إنك لا تجلس في غرفتك في فندق خلف الكيبورد لتدفع الى الهيجان، ولا تتلقى التعليمات من خلف الحدود، ولا تأكل الحرام، وترفض أن تلهث خلف المناصب، وتمنعك عزة نفسك عن التملق، ولكنك حين تدلي برأيك بعبارة، أو تعليق، أو تحليل، ويفهمه كل واحد بطريقته الخاصة فقد تتحول الى شخص مصاب بالجذام، يبتعد عنك الناس، ويشتموك، بينما هم وفي الحقيقة أشر الخلق، وأسوأهم، لكن الفرق إنهم يملكون الوقاحة التي لاتنفع معها فصاحة.

وبرغم إنك لا تنتمي رسميا لجهة سياسية، او دينية، وتؤدي عملك بحرفية، وتبعث القبلات الى الطامحين من أعلى الجسر، وليس عبر الكيبورد، وتقدم النصح لمن يتولى المسؤولية، وتستحي أن تلتقط صورة في مكان شهرة لكي لايقال عنك: إنك تركب الموجة، وترغب في الشهرة، وتتاجر في القضية.

انت شخص لا تحن الى النظام السابق، لست حزبيا، لست طائفيا، لست ميالا الى دولة بعينها، ولا ترغب في أمريكا، وترفض العمل بالتوجيهات الخارجية، وتدعم التغيير مجانا، وليس مقابل مكافأة، وترفض التدخل بشؤون بلدك من أي طرف كان. كل ذلك يجعلك عرضة للخسارة.

العراق كأي بلد فيه الطالح والصالح، ولكن التراكمات السيئة والعذابات، ونوع الصراع على الدنيا فيه يجعلك على حذر على الدوام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك