المقالات

أكل الآباء أعناباً لم تنضج  

2166 2019-11-18

حميد الموسوي

 

من جملة ما سمعناه من اهلنا وما اكثر الذي سمعناه ولم نكتثرت له، وما اكثر الذي لم يعجبنا سماعه. وما اكثر ما اضعنا.

قالوا:” من رأى مصائب الاخرين هانت عليه مصيبته” ويبدو ان مصائبنا كعراقيين قد فاقت التصور واصبحت تحتاج لمصطلح جديد وصار من الانسب القول: “من رأى مصائب العراقيين هانت عليه مصائب الدهر”وكأننا على موعد من النوائب بل هامت بنا عشقاً وشغفناها حباً فلا يهدأ لها جفن ولا يرتاح لها بال إلا اذا حطت بين ظهرانينا فما ان نخرج من ازمة حتى نجد اختها الادهى والافضع قد تهيأت لتتلقفنا بشغف.

ملامح اليأس والقنوط والاحباط والتشاؤم ترتسم محفورة بعناية على الوجوه المتعبة والعيون التي طاف بها الجهد والسهد لكل من نلتقي بهم ومن نصبحهم ونمسيهم. عبارات التصبّر؛ وسوف؛ وان شاء الله؛ ولعلّ؛ و”بيها صالح؛ وعسى؛ و بلكي” بتنا نخجل منها ونحن نعلل الاولاد والنسوان بها فنلجأ للهروب من انفسنا وممن نعدهم ونمنيهم وتضيق بنا السبل.

واوجع ما يدمي القلب؛ ويحزن النفس: ان اسمع من يقول يائساً ليت الذي جرى ماجرى! وقد سمعت، ولا والله يجب ان يجري من سنين وسنين! ولكن بغير هذه الصورة وباعشار اعشار هذا الثمن الخرافي! ترى هل هنالك علاقة بين ما يجري وبين “اكل الاباء اعناباً لم تنضج فضرست اسنان الابناء”؟!.

أم كيفما تكونوا يول عليكم؟!.

أم ماذا؟.

قد أجد عند صديق العمر “ابو حارث” تفسيراً مقنعاً ومتنفساً مؤقتاً فقد هوّنت عليّ مصيبتي في ذلك الشهر مصيبته الامرّ والادهى ؛اذ قُتل ابنه ذو السابعة عشرة من عمره حين شبت النار في عجلة ال ( تك تك ) اثناء مشاركته في تظاهرات ساحة التحرير.

(حارث) كان يعيل والديه واخوته من خلال عمله بأجور يومية كسائق (تك تك) تعود لأحد أصدقاء والده في مدينة الثورة وقد ذهب للعمل في ساحة التحرير بترغيب واغراء بعض اصدقائه ودون علم اهله ودون موافقة مالك (التك تك).

أصدقاء (ابو حارث) وجيرانه جمعوا مبلغ (التك تك)وسلموه لمالكها ؛الرجل تنازل عن حقه وطلب منهم مرافقته الى بيت (ابي حارث

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك