علي عبد سلمان
عندما كنا حفاة ندخل مدارسنا ، والبرد ينقر الأطراف ، والجوع ذئب كاسر ، والقمل والبرغوث يدبي بين جلودنا ، ودشاديش البازة مرقطة بدمائنا ، لم نقل نريد وطن !!!
عندما كنا نساق إلى جبهات القتال ونُقتل ونموت ، وإن خسرنا المعركة خلفنا جنود فرق الإعدام تقتلنا غيلة
لأننا جبناء خونه مطعونٌ بهويتنا، فلا نحن فرس تبعية ليهجروننا على الحدود ولا نحن عرب أقحاح نحب الوطن ، لم نقل نريد وطن !!!
وكنا في وطن ملغوم بالرفاق والأمن والحرس والجيش والمخابرات وفدائيي صدام واتحاد النساء واتحاد الطلبة والنقابات والفرق الحزبية وحتى الليل والشوارع والنخيل والحمام يطاردنا نعم كل شيئ يطاردنا ، حتى الوسادة تشي بنا صباحاً إن حلمنا بوطن ، لم نقل نريد وطن !!!
الحروب تدفع بنا موتاً في الخنادق الشقّية ، وجيش القدس يطاردنا والنخوة والنواة ، وحتى دفاتر أطفالنا نخشى أن يمسها حسيساً لأن فيها صورة القائد الضرورة ، لم نقل نريد وطن !!!
أطبق الحصار علينا وجفت الأهوار ومات الزرع والضرع وهاجرنا بعوائلنا غرباً وشمالاً من أجل لقمة عيش ، فعملنا أُجراء بمزارعهم وحقولهم وبساتينهم ومعاملهم ، وخدمنا من لايستحق أن نخدمه من أجل لقمة عيش بشرف ، بعنا كل شيئ ، شبابيك وسقوف بيوتنا وفصّلنا بطانياتنا قماصل لتقينا برد الشتاء
ولم نذق لحماً ولا سمكاً ولا أي نوع من الفواكه ، لم نقل نريد وطن !!!
قتلونا بحروبهم الهوجاء وجبروتهم وطغيانهم ، وإن يأتي محافظ منهم لوحده يقود البصرة كلها بسبابته ، وبدون أدنى شك إنه هو العراقي ونحن الفرس ، لم نقل نريد وطن !!!
قذفونا أحياءً في سجونهم لا لأجل جرم أو جريمة ، إنما لأجل التقرب لقصي وعدي وحسين كامل وعلي حسن المجيد و،،، و،،،، ليخرجوننا من السجن ويبدأون بإطلاق النار علينا تسليةً ، ثم يرمون بجثثنا لبحيرات الأسماك لحماً طرياً ، لم نقل نريد وطن !!!
نسافر لنلتحق لوحداتنا العسكرية ، وفي السيطرات رعب وخوف وسب وشتم وربما إن أعجبهم أن يجردوننا حتى من عقائدنا خوفاً وهلعاً ، لم نقل نريد وطن !!!
*يا لله وحكم الشيعة !*
عندما أصبح الوطن بأيدينا أضاعوه جبناً وتخاذلاً وفساداً ولؤماً !
مالكم ، كيف تريدون وطناً وكنتم بلا وطن ؟
وأيم الله إنكم الأدنى أبداً .
إن كنتم تعنون به مسلوباً محتلاً ، فأخرجوا المحتل وأعيدوا المسلوب ولا تعطوها ثانية لابن زانية آخر .
ولا أقول إلا كما قال الأفشين لولده يوم خانَه وسلَّم للعدو قلعة الصمود :
*يابن الفاعلة ، عش يوماً واحداً سيداً ولا تعش أربعين عاماً خادماً !*
قسماً بالخُنَّس الجوارِ الكُنّس والليل إذا عسعس ، إننا عشنا خدماً يسوقوننا سَوق الغنم نحو حتوفنا...
https://telegram.me/buratha