كندي الزهيري.
تتناول بعض الأبحاث العلمية مسألة غسيل الدماغ، وهل هي حقيقية أم أنها مجرد طرح نظري ليس له وجود في الواقع، لكن تعلّمنا من التاريخ كيف استطاعت النازية أن تغسل أدمغة مواطنيها ضد الآخرين لدرجة التسمم، ولم يفق المجتمع من تأثيراتها إلا بعد احتلال برلين وسقوط الزعيم، كذلك في الشيوعية كان مؤثِّراً لدرجة طويلة، على الرغم من أن مبادئ الشيوعية تناقض أبسط غرائز الإنسان.
في علم النفس، يُشار إلى غسيل الدماغ غالباً باسم الإصلاح الفكري، على أنها مجموعة من الطرق التي يمكن من خلالها تغيير مواقف الآخرين ومعتقداتهم وسلوكياتهم في المجتمع، على طريقة «افعلها فقط»، أو «افعل ذلك لأنه سيجعلك تشعر بالرضا والسعادة، أو «افعل ذلك لأنك أعلم أنه الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله». غسل الدماغ هو شكل حاد من أشكال التأثير الاجتماعي الذي يجمع بين كل هذه الأساليب لإحداث تغييرات في طريقة تفكير شخص ما دون موافقة ذلك الشخص وأحياناً ضد إرادته.
غسل الأدمغة قد يكون أيضاً شكلاً من أشكال التأثير الغازي، ويتطلب العزل التام والاعتماد على الذات، ولهذا تجري عمليات غسيل الدماغ في معسكرات الاعتقال كما فعلت أمريكا في المعتقلات والسجون السرية فأنتجت اخطر المجرمين في العالم، أو في المجتمعات الطائفية لكن تحت مسمى الفتوى والمنبر المتطرف ودعوى للقتل والتعذيب المخالفين لمنهجهم الدموي وخير مثال ما جرى في(مصر من قتل شحاته والسعودية بقتل النمر ونيجيريا ) وفي عملية غسيل المخ، يقوم العامل بشكل منهجي بتفكيك هوية الهدف إلى درجة أنه لم يعد يعمل، ثم يستبدلها الوكيل بمجموعة أخرى من السلوكيات والمواقف والمعتقدات التي تعمل في البيئة الحالية للهدف.
فتحول الامر من غسل وصنع عداوات بين الأنظمة ،إلى صنع تفرقة بين الشعوب ،
كما يحدث اليوم من خلال التواصل الاجتماعي والاعلام الذي يبرمج العقول لصنع الأعداء وهميين ليس لهم علاقة بما يجري ،وخير مثال ما حدث قبل ايام من ترويج "بأن من يقتل للمتظاهرين في العراق هم (حرس الثوري )ومن يقتل للمتظاهرين في إيران هم (الحشد الشعبي )" ،لعبة لبرمجة الشعوب وصنع الحقد والعداوة بينهم،
لكون نجاح مخططهم سيبقى تأثير إلى مدى بعيد ،وهنا يجب على الإعلام استخدام الطرائق نفسية لمواجهة مثل هكذا برامج ،لكونا تمثل خطرا ليس على مستوى الشعوب العربية انما على مستوى اجيال غد لا تنجوا من تبعاتها.
واليوم بدل ان تكون وجهة شباب الأمة نحو تحرير فلسطين ،ومعاداة إسرائيل تحول إلى معاداة ايران واعتبارها عدو للشعوب العربية ،كلها تم العمل عليها من قبل خلايا زرعتها امريكا في عقل المواطن العربي،
فبدل أن يقف مع حزب الله ضد إسرائيل ،والحشد الشعبي ضد الأمريكان والإرهاب ،تحول مدافع الاستكبار العالمي، وحاقد ضد من حمى الارض والعرض، هكذا هي الحرب بلا هوادة، واصبح لها جذور مؤيدين ،لكونها لم تواجه اي رد فعل حقيقي من قبل الأمة،
يجب على اصحاب العقول من الشباب الواعي، ان يوقف مثل هذا الأساليب ،بكل قوة وبكل حزم ، ويبين وبشكل مكثف حجم الإرهاب الثقافي المتمثل بالاستكبار العالمي ...
https://telegram.me/buratha