المقالات

رؤية واقعية لمشروع التعديل الدستوري ..


د. نبيل أحمد الأمير

 

كلنا نعلم أن هناك فقرات بالدستور يصعب علينا وعليكم وعلى الجميع تعديلها او حتى الوصول للموافقة والتوافق على تعديلها .. وبذلك فأنا ارى متواضعاً وبدون إنحياز او شعارات أن أي رغبة لتعديل الدستور العراقي الحالي حتى لو كانت الرغبة صادقة هي بالحقيقة مضيعة للوقت .

كما أننا سنسأل من يقرأ هذه الرؤية ..

هل تعتقد ان الجمهور الغاضب سيوافق على هذه التعديلات .. خصوصاً وان إنعدام الثقة بين الجمهور والسياسيين هو الصفة الغالبة اليوم والواضحة بالشارع .

لذلك ارى أن على السياسيين العقلاء وأصحاب الرؤية المستقبلية الحقيقية والواضحة العمل على إعطاء جمهور سوح التحرير في بغداد والمحافظات شعور انهم يعملون على تكسير كل المحددات الدينية والطائفية والقومية والمناطقية التي زُرعت بالدستور والتي يرفضها اليوم كل الشعب العراقي بكل المحافظات ..

على السياسيين أصحاب الرؤية إعطاء الشارع دفعة نفسية وعلامة انهم لا يقلّون شجاعة وصدق وقوة عن كل الشباب في سوح التظاهر .. وإنهم جادون لتلبية المطالب .

إننا جميعاً اليوم في نفس المركب الذي بدا من الواضح إنهيار جوانبه وعلينا وعلى السياسيين والجميع كنخب إيجاد طريقة لتلبية مطالب الجمهور الغاضب ومنع غرق المركب بالجميع .

لذلك أعتقد أن علينا التعامل مع أي تعديل بواقعية .. لأني أجزم أن أي طرف سياسي لن يتخلى عن مكتسباته لصالح الآخرين في أي تعديل مزمع .. والجمهور اليوم أصبع عارفاً بالسياسيين وإمكاناتهم باللف والدوران .. وخصوصاً الكرد وبعدهم الشيعة .. فكل منهم له مكتسباته ولن يتخلى عنها .. وآخرهم السنة الذين لازال جمهورهم يشكو من التهجير والاقصاء والتهميش والتغييب وغيرها من الامور السلبية التي كانت ولازالت تُمارس بحقهم  وكما يعتقدون ويؤمنون .. وقد أعلن الكرد وبعض الشيعة والسنة ذلك بصراحة .

لذلك ارى .. أن لتحقيق أي تعديل علينا اولاً الإبتعاد عن :

- التعديلات الإستفزازية ..

- القرارات الفردية ..

التي تتخذها الكتل السياسية من غير مشاركة الجمهور الغاضب .. والتعديلات الاستفزازية هي تعديل مايمكن أن يستفز أي مكوّن سياسي او طائفي او حتى مناطقي ويجعله يحس انه سيخسر مكتسباته .. وهذه دائرة مغلقة لن تنفتح علينا وسيختنق الجميع داخلها .. ولا يقل لي أحدكم كمتابع او سياسي ان السياسيين سيتشاركون مع بعض الاساتذة والمختصين بإتخاذ القرارات .. فهذا لا يكفي الجمهور الغاضب ولا يروي عطشه .

المطلوب في هذه المرحلة مخرج سياسي حقيقي ونهائي وليس ترقيعي للإبتعاد عن الانتحار السياسي للكتل والسياسيين وحتى النظام .. والمخرج الوحيد هو ان تتشاركو مع ملايين الجمهور بإتخاذ القرارات .

والمشاركة الوحيدة الممكنة والمقبولة التى يمكن أن تتشاركو فيها مع ملايين الغاضبين والمعترضين والمنتفضين في هذا الظرف هو أن يقوم مجلس النواب وهو المجلس الشرعي الوحيد الذي لازال عليه الواجب الأكبر رغم مؤاخذاتنا على الإنتخابات الأخيرة .. لكن عليه أن يتخذ واحد من أهم قرارات الصدمة التي كنت قد شرحتها في دراسة سابقة .. فقرار الصدمة هو القرار الوحيدة الذي يمكن من خلاله تهدئة الجمهور الغاضب .. ومن خلال هذا القرار يمكن كمجلس للنواب أن يقوم بفعل يعطي الجماهير الغاضبة شعوراً ودفعة مهدئ بأن السياسيون صادقون في تلبية مطالبه من خلال أخذ رأي ملايين العراقيين ومشاركتهم بالقرار .. لا ان يجتمع السياسيون ويقرروا وحدهم في غرف عامة أو خاصة .. والجمهور الغاضب يتلوّى ويجاهد ويعتصم بالشارع ويُستشهد منه خيرة الشباب .

وبالإطار العام وبدون تفاصيل لفكرة رؤيتي وهي الأقرب للحل والمخرج والتي سيكون لها فعل جبّار في تهدئة الشارع .. وجب على مجلس النواب ان يقوم برمي الكرة في ملعب الشعب الغاضب والتخلّص من أي إحراجات سياسية بينه وبين الكتل السياسية .. حيث يقوم المجلس بإقرار قانون او قرار او سمّوه ماشئتم يسمح لملايين الشعب بالتصويت العام على خيار تعديل الدستور وفقرات التعديل .. أو خيار إعادة كتابة الدستور بما يلبي متطلبات مرحلة النضج السياسي للكتل السياسية وللجمهور العراقي في هذه المرحلة .

وبهذه الطريقة سيتم إحراج أي كتلة سياسية او أي سياسي يرفض أخذ رأي الشعب في دستوره ويتمسك برأيه .. بل أؤكد للجميع أن الشعب العراقي صاحب القلب والنية الطيبة سيلتف حول كل من لبى له مطلبه وشاركه بالقرار وأعطاه شعوراً ان الشعب هو فعلاً لازال مدر السلطات .

هذا ماأؤمن به وارى انه هو المخرج لرجوع الجمهور الغاضب لمنازله استعداداً للمشاركة بقرار التصويت .. هذا بالاضافة لإقرار قانون الانتخابات وقانون المفوضية اللذان سيكونان مع التصويت وإعلان الانتخابات المبكرة القشة التي ستقصم ظهر إنهيار النظام والعملية السياسية والفوضى .

والله الموفق والمستعان .

ـــــــــــــــــــــــ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك