كندي الزهيري
اعتادت الأنظمة الظالمة ،ان لا يكون للناس مرجعية إسلامية ،لكون ذلك يعد خطرا على نظامها الدكتاتوري والأنظمة الفاسدة ، وهذا ما حدث عندما شعر صدام ، بأن حكمه وخططه لتدمير العراق لا يمكن أن تنجح إلى في قتل وأبعاد المراجع ،ففعل فعلته بقتل الشهيد الصدر الاول ،والتضيق على السيد الخوئي ،وقتل السيد الصدر الثاني ،ونفي وتهجير وقتل عائلة زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم ،وتهجير السيد محمد باقر الحكيم، وغيرها من الأفعال التي كان يحرص عليها صدام ،بعدم السماح للحوزة والمراجع بالتحرك بسهولة .
وبعد السقوط اتجهه الجماهير الشعبية إلى بيت المرجع الديني آية الله (السيد علي السيستاني)، وهنا امريكا تدخلت بشكل مباشر ،حيث اوعزت البعض بالتشكيك بعلميته ، وغيرها من الاتهامات الموجهة له من قبل اذناب السفارات،
لكن لم تكلل بالنجاح ، وبعد أن شعر العراقيين ان البلاد تتمزق أطلق كلمة "العراق واحد والشعب واحد "وانها الطائفية بقوله " انتم انفسنا ".
وبعد دخول داعش اتجه الناس إلى بيت المرجع ، طالبين للحل ،فأصدر فتواه "الجهاد الكفائي " ،فخرج الاف الناس ،تلبية للفتوى ،فدخل العالم كله بصدمة وتسأل "كيف استجاب الشارع له ،بعد كل هذه الحرب التي دعمناها لإسقاطه "!! هنا ادركت الإدارة الأمريكية والإسرائيلية ما من نجاح في تدمير العراق ما لم يتم إبعاد المرجعية باي شكل واي ثمن ، وهنا تم تشكيل خلايا اعلامية ،تروج وبشكل مكثف على ضرورة انهاء المرجعية ، كما عمدت قنوات أمريكية إلى شن حرب معلنة بصريح العبارة ،بأن امريكا دخلت بنفسها لمواجهة قوة المرجعية ،ومحاولة سحبها إلى صراع ديني شيعي شيعي ،من خلال دعوتها للحشد الشعبي بالتصادم مع المتظاهرين ،وهنا يفشلون من جديد ،ولم يحدث ما رادته السفارة الأمريكية ، فعمدت على اظهار بعض للمتظاهرين إلى رفع إشعارات ضد المرجعية وهي خطوة فاشله بامتياز ، فتحولت المظاهرات كلها تنادي "تاج على راس سيد علي السيستاني "، حيث تم سحب البساط من تحت أقدام الأمريكان، فاتجهت امريكا على فرض اوامر للحكومة ،لم ينجحوا بتدمير المرجعية ولا حشدها ،فبدأت تضغط على الحكومة لحل الحشد الشعبي ، كما عمدت إلى دس بعض الجهلة ،لتشويه صورة المظاهرات بعدما تحولت ،مؤيدة لمرجعها الاعلى السيستاني ،
ان الشعب العراقي مهما حدث ،لم ولن يفرط بمرجعية ، لكونها صمام الأمان ،والمنجي في بشدائد، والأب الوحيد للشعب العراقي ، وهذا مصدر قوتنا وعزنا ، فأصبح العراق بها قوي ، والشعب بها عزيز ،
وأن أمريكا وحلفائها في رعب مستمر ،وفي قضب لكونهم لا يستطيعون ان ينجحون ،وكل خططهم انتهت بالفشل .
نعم انها المرجعية الرشيدة التي حفظة كيان العراق ،فعلا السياسي ان يعي جيدا بأن كلمة واحدة منها ستنهي كل هذه الامر ،وأن نجاحكم مرهون بسماعها وأطاعتها ، لكونها تمثل روح ولسان وقوة الشعب العراقي ..
https://telegram.me/buratha